مرضان مناعيان هاجموا جسده وتسللوا إليه واحدا تلو الآخر، آلام متكررة وهجمات لا يفيق منها، إحداهما هاجم الجهاز العصبي المركزي بالجسم، وأحدث تآكل لمادة «الميالين» المغلفة للأعصاب إثر الاصابة بالتصلب المتعدد، والآخر سرطان انتشر بالغدد الليمفاوية وثانويات على الرئة والعظام والأنسجة الرخوة «ساركومي»، ليقرر المحارب عمر مهران، توثيق تلك المعارك خلال الرواية الأولى له، بمعرض الكتاب الدولي لعام 2023، والذي أطلق عليه اسم«حرب الميالين»، وعن كيفية التعامل معهم ونصائح للمرضى المصابين بتلك الأمراض مثله وتقديم الدعم النفسي لهم.

عمر مهران، شاب عشريني، أُصيب قبل 3 أعوام بمرض التصلب المتعدد الـMS، وبالصدفة اكتشف إصابته بمرض السرطان الذي استوطن في العظام، وانتقل إلى العُقد الليمفاوية والرئة، وكان دخل على إثره في غيبوبة، مقررا توثيق تجربته المرضية خلال كتابه وروايته الأولى، الذي يشارك بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2023، وروى تفاصيله لـ«الوطن»، قائلا «هي قصة شاب مصري بسيط يعيش حياته الطبيعية بين فرح وحزن وارتباط وفراق واخفاقات ونجاح حتى أصيب بالتصلب المتعدد، وبدأت تواجهه الصعاب ما بين كرسي متحرك والدخول في غيبوبة نتيجة السرطان».

يقدم الشاب العشريني خلال رواية «حرب الميالين» العديد والعديد من النصائح حول الغذاء الصحي والدعم النفسي والتمارين الرياضية لمحاربي التصلب المتعدد، الذي يحاول التغلب عليه ببث فيديوهات توعوية للمرضى، ويدفعهم للعودة للثشبث بالحياة من جديد، «الرواية تسعى لتقديم حملة توعية للجميع ولكن من نوع آخر على شكل رواية حقيقة لمن عانى من التصلب وكيف تغلب عليه، ليعلم الجميع ما هو التصلب المتعدد وكيفية الوقاية منه أو التغلب على أعراضه لمن يعاني الإصابة به ».

حرب الميالين

وعن سبب اختيار اسم «حرب الميالين» للرواية، قال المحارب عمر مهران: «سبب التسمية أن الرواية تحكي عن شاب تدهورت حياته بسبب مرض التصلب المتعدد وهو مرض مناعي مزمن يصيب الجهاز العصبى المركزى بالجسم ويحدث خلاله تآكل لمادة الميالين وهو مادة مغلفة للأعصاب، واخترت هذا الإسم للتوضيح بأن مريض التصلب المتعدد يعيش بداخله حرب لا يعلم من حوله قدرها، وللتوعية بأعراض المرض والأسباب وطرق التصالح معه والسعي وراء النجاح».