صورة تحمل ملامح الإنسانية بأكملها، تراها للوهلة الأولى تحسبها لأب وابنه صاحب متلازمة داون، وذلك لفرط المعاني الطيبة التي تحملها، إذ يظهر بطلها وهو يُطعم الصغير بمشاعر من الحنان والإبوة، رافضًا تناول طعامه قبل أن يمتلىء جوف الطفل الذي يجلس أمامه، ليتبين فيما بعد أن من قام بهذا العمل الطيب، هو مُعلم بإحدى مدارس محافظة الدقهلية والصغير هو أحد تلاميذه المسؤول عن رعايتهم، وهو ما لاقى إشادات الآلاف من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المشاهير.

تفاصيل صورة المعلم وإطعامه لطالب متلازمة داون  

مصطفى شرف الدين، رئيس مجلس أمناء مدرسة كوم النور الخاصة بذوي الهمم بمحافظة الدقهلية، ومن قام بالتقاط صور المعلم وتلميذه، كشف تفاصيل الصور الإنسانية التي لاقت تداولًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، خلال تصريحاته لـ«هن».

توفير كافة سبل الراحة والرعاية بمختلف النواحي الدراسية والتربوية، أمور يقدمها مسؤولو مدرسة كوم النور الداخلية برعاية ذوي الهمم، حيث يتم استقبال طلابها بمختلف المراحل مع بداية كل أسبوع، ومع نهايته يتم تسليمهم مرة أخرى لذويهم، وعلى مدار هذه الأيام يتم توفير وسائل التسلية والتربية لهم.

وخلال الأسبوع الماضي، قررت إدارة المدرسة توفير رحلة لأولادها من ذوي الهمم لزيارة بعض المناطق التراثية بالقاهرة، وفقا لرئيس مجلس أمناء مدرسة كوم النور الخاصة بذوي الهمم: «طلعنا الرحلة دي يوم الأربع اللي فات لـ3 أماكن، وفي النص جه وقت الغدا، وأنا بلف على الأولاد وبطمن عليهم، لفت انتباهي أستاذ إبراهيم سليمان، وهو بيأكل الطالب اللي معاه وحرصه على إنه يُطعمه وجبته كاملة قبل ما ياكل هو غداه».

التقاط الصورة وتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي 

بمشاعره الإنسانية التي يحملها، لفت المشهد المؤثر نظر مصطفى شرف الدين، رئيس مجلس الأمناء بالمدرسة، ليقرر التقاط عددا من الصور دون انتباه المُعلم إبراهيم سليمان، كي يوثق مدى حرص الأخير على رعاية الطالب الذي يدعى عمر الأبيض: «صورت أستاذ إبراهيم من غير ما ياخد باله، عشان أعرف الناس كلها قد إيه قام بعمل إنساني يُحترم، والحقيقة إن أستاذ إبراهيم هو مثال مصغر لجميع العاملين بالمدرسة».