داخل دور الأيتام تقف بعربتها غزل البنات، توزعه على الصغار والكبار بالمجان لإدخال السرور على قلوبهم، عمل إنساني تقوم به هيام محمد، 37 عامًا، على مدار 5 شهور، كمبادرة منها لمساندة الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، إذ تشارك في حفلاتهم ومناسباتهم المختلفة بعربتها، كي تعد لهم غزل البنات على نفقتها الخاصة: «حبيت أشارك فى الخير باللي أقدر عليه».
خرجت «هيام» للعمل على عربة غزل بنات، لمساعدة زوجها فى توفير احتياجات أطفالهما الثلاثة، مشيرة إلى أن شريك حياتها يعمل على «تروسيكل» تم شراؤه بالتقسيط، ورغم ذلك حرصت على دعم الأيتام بدون مقابل: «ناس كتيرة قالت لي إنتِ ظروفك صعبة وعايزة اللي يساعدك بس أنا بعمل لآخرتي وكله هيقعد لأولادي».
تصطحب أطفالها الثلاثة معها «عبدالله» فى الصف السادس الابتدائي، و«إسلام» فى الصف الثاني، و«باسل» 5 سنوات، للعلب مع أقرانهم من ذوي الهمم، ومشاركتهم حياتهم لتشجيعهم ومساندتهم: «بعلم ولادى يساعدوا غيرهم من صغرهم ويحمدوا ربنا على النعم اللى اتحرم منها غيرهم والأطفال بيفرحوا وبيكون وقت جميل لينا كلنا».
تستعد لأي احتفال يتم دعوتها له من إحدى الجمعيات الخيرية بمسقط رأسها المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، إذ تجهز أدواتها وتشترى الخامات المطلوبة وتذهب منذ الصباح للاستعداد: «الموضوع مش بيتوقف بس على شغلى بساعد كمان المنظمين فى توزيع الوجبات على الأطفال واللعب معاهم وبقف أعملهم غزل بنات وبيكونوا مبسوطين أوي وبروح 8 بالليل».
تحكى أن تطوعها فى عدد من دور الأيتام، جعلها تشعر بالسعادة لمشاركتها هؤلاء الصغار احتفالاتهم البسيطة وإدخال السرور على قلوبهم: «فرحتهم عندى بالدنيا وما فيها، بتهون عليا تعب المعيشة»، لافتة إلى أنها تشارك فى حفلات أعياد الميلاد والسبوع والحضانة بعربتها: «عندي ماكينة غزل بنات ونفسي اشتري واحدة للفشار بس قلة الشغل اللى مقصرة معايا».
تعيش بالإيجار وتحلم بافتتاح محل لحسابها، بدلًا من انتظار فرصة العمل بين حين وآخر، مؤكدة أنها فى حاجة لدخل ثابت للإنفاق على صغارها ومساندة زوجها: «عايزين نعيش مستورين بس ويمكن الخير اللى بنعمله يتردلنا»، مشيرة إلى أنها تكرمت وحصلت على شهادة تقدير من إحدى الجمعيات الخيرية على مساهماتها فى إسعاد ذوي الهمم والأطفال الأيتام.
