لم تكن الدراسة مجرد علم أتقنته، لكن عشقها للآثار وضعها في مكانة متميزة، بين باحثي الآثار في العالم، إنها الدكتورة وسام محمد، المصرية والعربية الوحيدة الفائزة بجائزة «نانسي هانكس» الدولية للتميز، والتي قالت فى حوار لـ«الوطن»، إنها حصلت على درجة الماجستير في الدراسات المتحفية، وعملت بمجال المتاحف منذ ما يزيد عن 12 عاماً، ثم شاركت في مختلف البرامج التدريبية وورش العمل في عدة دول، ما مكنها من الحصول على عضوية مجلس إدارة اللجنة الدولية للتوثيق، بالمجلس الدولي للمتاحف والذي يضم أكثر من 40 ألف عضو من مختلف أنحاء العالم.

حدثينا عن بداية العمل في ترميم وتوثيق الآثار؟

أنا الآن باحث بقسم الآثار بجامعة آورهوس بالدنمارك، ومرشحة لنيل درجة الدكتوراه في الآثار كما أقوم بتدريس مبادئ الإدارة المستديمة للتراث الثقافي بمرحلة الماجستير بالجامعة، درست علم المصريات وتاريخ الفن، كما حصلت على درجة الماجستير في الدراسات المتحفية، وعملت بمجال المتاحف منذ ما يزيد عن 12 عام، بدأت العمل بعد تخرجي بـ 8 سنوات وشاركت في مختلف البرامج التدريبية وورش العمل في العديد من الدول، بالإضافة إلى عدد كبير من المؤتمرات الدولية كما عملت بمشروعات دولية في مجال المتاحف، تلقيت الدعم من العائلة وبفضلهم تخطيت العواقب التي واجهتني، أما عن مجال عملي تحديدًا فهو يتلخص في دراسة الأثر وتوثيقه وترميمه قبل تسليمه للزملاء في السياحة لشرحه للزوار.

كيف فزت بعضوية مجلس إدارة الأيكوم؟ 

يتم تحديد مجلس إدارة اللجان المختلفة للأيكوم بنظام الانتخاب كل ثلاث سنوات، حيث يقوم الأعضاء باختيار مجالس الإدارات، وترجع أهمية الفوز في انتخابات الأيكوم لتعزيز التواجد المصري في المحافل الدولية المختصة بالتراث الثقافي والتأكيد على ما تمثله الخبرات والكوادر المصرية للمجتمع الدولي المعني بقيادة متاحف العالم، فالمجلس الدولي للمتاحف هو المنظمة الدولية الأكبر في العالم كله المتخصصة بالمتاحف ويزيد عدد أعضاؤه عن 44 الف عضو من 138 دولة، ونحن نفتخر بوجود جيل من المتحفيين الشباب في عصرنا الحالي القادرون على تطوير العمل المتحفي ليتناسب مع قيمة وأهمية التراث المصري، وبالفعل هناك عدد من الزملاء المصريين الذين استطاعوا الحصول على مقاعد في مجالس إدارات لجان أخرى بالأيكوم، أما بالنسبة لعدد الأصوات التي حصلت عليها غير مصرح بإعلانها الآن.

إن اهتمام جامعات العالم بالآثار المصرية لا يخفى على أحد، وهناك عدد كبير من الجامعات الأجنبية التي لديها قسم قائم بذاته لدراسة مفردات الحضارة المصرية لما لها من أهمية كبرى في فهم العالم واستيعابه لمفردات الحضارة الإنسانية بشكل عام، موضوع بحث الدكتوراه يتناول منهجية حماية الآثار المصرية من الإتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية، لذلك فهم يرون أن الحفاظ على الآثار المصرية هام للغاية فهي المصدر الرئيسي للمعرفة، خاصة وقد انتهى عصر الاستعمار حيث استطاعت القوى الاستعمارية الحصول على عدد كبير من الآثار المصرية للأسف، وتعمل مصر جاهدة على استعادة آثارها بالإضافة إلى الحفاظ الآثار الموجودة بداخل مصر.

بإعتبارك المصرية والعربية الوحيدة التي حصلت على جائزة نانسي هانكس الدولية منذ تأسيسها ما كان شعورك تجاه الجائزة وماهي شروطها؟

كانت مفاجأة سعيدة بالنسبة لي شعرت بفخر كبير وقتها خاصة وأنا اسمع اسمي «وسام محمد من مصر» حيث تم تسليمي الجائزة وسط حشد كبير من المتخصصين شكرت حينها زملائي وكل من عملت معهم ليتم تأهيلي لها، فنحن جميعا نبذل مجهودات كبيرة لتطوير مجال عملنا وتقديم أفضل صورة للحضارة المصرية، تُمنح الجائزة للتميز في العمل المتحفي حيث يتم دراسة واستعراض مُجمل سنوات عمل الفائز من جوانب عدة، مثل الدراسة والعمل والنشاط العلمي والتأثير وغيرهم من الجوانب المؤثرة في مجال العمل بالمتاحف.