ساعات ذعر ورعب عاشتها طفلة تونسية في الرابعة من عمرها، إذ انتقلت مستقلة قارب للهجرة إلى السواحل الإيطالية بمفردها دون أسرتها، في واقعة اقشعرت لها القلوب واهتزت لها الأبدان، وأثارت الكثير من التساؤلات في الأذهان حينما خاصة من قرأوا قصة تلك الطفلة، أو تصوروا اللحظات والساعات التي عاشتها والخوف الذي ربما كان مسيطرا على حالتها، إلى أن وصلت إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي تكتظ بحالات هجرة كبيرة من المهاجرين ووصلوهم إليها خلال الأيام والساعات الماضية.

كانت الطفلة التي وصلت للأراضي الإيطالية بمفردها دون أسرتها، تنتظر هي وشقيقتها ذات الـ7 أعوام على الشاطئ، في يوم الأحد ليغادر القارب دون أن يكون كل المسافرين على متنه، الذي كان يضم نحو 70 مهاجرا غير شرعيا.

الأب وضع الطفلة في القارب لينقذ الأم والأخت الكبرى

روى البرلماني السابق عن دائرة إيطاليا، مجدي الكرباعي، كواليس الحادث الذي تعرضت له الطفلة منذ بداية الرحلة حتى الوصول إلى جزيرة لامبيدوزا، قائلا: إن العائلة مكونة من الأب والأم وطفلتان، أثناء محاولتهم الصعود على المركب، تعرضت الأم والابنة الكبرى ذات الـ7 أعوام إلى الغرق، ليقوم الأب بوضع الصغرى داخل القارب، في محاولة لإنقاذهن، لتكن المفاجأة الكبرى هو تحرك القارب مغادرًا تونس، وفق ما نشر في «روسيا اليوم».

وضع الطفلة في دور للرعاية

بعد وصول الطفلة إلى الأراضي الإيطالية، في رحلة ربما تخطت الـ10 ساعات، تولت رعايتها منظمة انقذوا الأطفال «سيف ذا تشيلدرن» في لامبيدوزا، مع البحث عن أسرتها وإمكانية اللحاق بها، فضلًا عن خضوعهم للتحقيق.

وكان المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي، حسام الدين الجبابلي، قد كشف أن والد طفلة الـ4 سنوات التي وصلت إلى إيطاليا قد تم احتجازه، وأنه مسؤول على إرسال طفلته وحيدة في قارب الهجرة، وتم الاتصال بالسلطات الإيطالية والتونسية وكذلك المنظمات لمعرفة حالة الطفلة، ومتابعة حالتها الصحية بعدما تم إدخالها إلى مركز رعاية مختص وتوفير رعاية كاملة لها.