رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«رولا» سباحة تحدت العادات لإنقاذ الأرواح: «غرق فتاة دفعني للتطوع»

كتب: غادة شعبان -

11:06 م | الخميس 06 أكتوبر 2022

رولا الراس

وسط القصف ودوي الصواريخ والانفجارات، التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على أهل غزة، يعيش الشعب حياة مليئة بالمخاوف والآلام، يودعون ذويهم واحدًا تلو الآخر، ويتعرض البعض للغرق في أعماق البحار، تلك المعاناة التي عاشتها الفلسطينية رولا إسماعيل الراس، في منتصف الأربعينيات، لتقرر تعلم مهارات السباحة والغوص، لمساندة النساء وحمايتهن من حوادث الغرق المتكررة، والحفاظ أيضًا على البيئة البحرية.

دافع إنساني وواجب وطني

«البحر موروث حضاري وثقافي وإنساني يمثل حياتنا في قطاع غزة.. هو شريان ورئة لكل أبناء شعبي، لذلك نحتاج إلى الغوص في أعماقه خاصة بعد تعرض الكثير من البواخر للقصف والغرق خلال الحروب الماضية»، عبارة بدأت بها الغواصة الفلسطينية رولا إسماعيل الراس، الحديث لـ«الوطن»، عن عملها في مجال الغوص وإنقاذ الأرواح والغرقى في البحار، قائلة: «أعمل كناشطة اجتماعية لمساندة المرأة والطفل، وجاءت فكرة التطوع في غواصين الخير عندما تعرضت إحدى الفتيات هي وإخواتها البنات للغرق في بحر خانيونس وهي منطقتي التي أسكن فيها، تم إنقاذ شقيقاتها إلا أن الفتاة ماتت غرقا».

رولا تطوعت لإنقاذ أرواح الغرقى في البحار

وفاة الشابة التي فقدت حياتها إثر غرقها في عرض البحر، كان الدافع وراء تطوع الفلسطينية رولا الراس، إلى العمل كغواصة لإنقاذ الغرقى: «أحببت فكرة التطوع في عمل الخير الخاص بالبحر بأن أساعد في إنقاذ حياة وأرواح الناس، ولحبي للمبادرات وللعمل التطوعي منذ صغري في هذا المجال حاليا أسعى الى التميز وأن أكون أحد الكوادر الموجودة على الشاطئ لمساعدة وإرشاد الناس والمحافظة على أرواحهم حيث أن المشاركة في هذا العمل يشكل محورا رئيسيا في حياة الإنسان رجلا كان أم أمرأة».

«رولا» تحدت العادات والتقاليد بالغوص وفريق الإنقاذ

تحدت الشابة الفلسطينية العادات والتقاليد في بلدها، التي كانت تتحكم بالمرأة وتحول دون عملها بمجال الغوص والانضمام لفرق الإنقاذ، حتى أصبحت واحدة من الملهمات والرائدات في هذا المجال، وفقا لها: «السلاح الوحيد الذي ينقذ الإنسان من الغرق هو تعلم مهارات السباحة والإنقاذ والغطس والغوص، أنا متعلمة السباحة وقمت بعدة مبادرات لتشجيع النساء على تعلم السباحة في المياه المفتوحة في بحر غزة ولكن مجتمعنا الفلسطيني بعض الأحيان يرفض هذه الثقافة لأنها رياضة جديدة على ثقافة مجتمعنا المحافظ الذي تربطه عادات وتقاليد تخالف بعض الشيء المجتمعات الأخرى».

تلتزم الشابة الفلسطينية بالزي المحتشم، أثناء عملها في مجال الغوص، هدفها الأول هو إنقاذ حياة المتضررين من الغرق: «كانت نقلة نوعية في حياة المرأة الفلسطينية رغم أن عمل الفتيات في مجال الإنقاذ واجب وطني وإنساني قد يحمل شيء من الاستغراب لدى الكثير ولكن مازلنا نناضل في تثبيت هذه الفكرة ممارسة السباحة وتعلم المهارات في التعامل لمساعدة الآخرين وحسن التصرف في إنقاذهم».

تجارب صعبة عاشتها الشابة الفلسطينية في عرض البحر: «التجارب التي خضتها في حياتي دخول البحر وهو مرتفع الأمواج حيث تجد صعوبة في التعامل مع التيارات البحرية وارتفاع الأمواج، وأسعى أن أكون منقذة تحافظ على أرواح الآخرين، من خلال الإنقاذ بالتوعية والإرشاد بتعلم السباحة حتى لا نصل إلى مرحلة البحث عن غريق دائما نحاول أن نحفز الآخرين على العمل التطوعي وخاصة في البحار لأنه يتطلب مهارات خاصة للسباحة باحتراف وأساليب الإنقاذ والغوص في الأعماق».