كتب: آية أشرف -
07:30 ص | الجمعة 16 سبتمبر 2022
الخذلان من الحياة، والفشل رغم المحاولات، والضلال حتى عقب التخطيط والسير على الطريق، زعزعة الاستقرار، والشعور بالرفض، وربما بالحسرة وخيبة الأمل، أو حتى الفقدان، كلها مشاعر ربما تبدل حياة المرء رأسًا على عقب، ليجد نفسه يتحول بنسبة 180 درجة، قد ينجو منها البعض بالتعلُم، وقد يدخل البعض الآخر في نوبات الاكتئاب التي من شأنها قد تدفعه للأفكار السوداوية.
أزمات نفسية مُعقدة يدخل فيها الكثير، لا ملجأ ولا مخرج منها من غير مساعدة المعالج والطبيب النفسي، وتختلف طُرق العلاج إلا أن النتيجة واحدة، وهي تقبل الهزيمة، والاندماج مُجددًا مع الحياة.
منى درويش معالج نفسي شعوري، ومدرب تطوير، قررت استغلال تعلقها بالروحانيات ودراسة علم النفس في العلاج بالصمت، إذ تعتمد على مواجهة الحالة بمشاعرها وأفكارها، للوصول لنقطة العلاج: «بدأت أتعلم إن الحياة شقين حركة وسكون وليل ونهار وصمت وكلام، وقررت فعلًا أخد شق الصمت والسكون اللي بيساعدنا في النهاية للنجاة».
الصوم عن الحديث، أمر خطت «درويش» على خطاه، لعلاج الحالات، في محاولات منها لمساعدتهم على السكوت لترتيب الأوراق والتفكير جيدًا قبل التعبير عن أزماتهم: «الفكرة قايمة على أفكار شبه اليوجا، والميديتيشن، عرضته وقتها على شريكتي المعالجة بسنت محمد، وفعلًا بدأنا في العلاج من خلال رحلات الصمت»
رحلات الصمت، هي العلاج الوحيد الذي طبقته منى درويش على حالاتها: «بنعمل رحلات لأماكن هادية ومعزولة زي الفيوم، هناك لازم يسكتوا تمامًا، ويفضلوا في مواجهة أفكارهم ونُقط ضعفهم، مع التمارين أو القراءة واليوجا، بيتابعوا الشروق والغروب، وممنوع لا تليفون ولا نت ولا كلام مع حد، كل واحد مع أفكاره وبس».
إدارة الأفكار والمشاعر حتى التعبير عنها، هي لغة «منى درويش» في العلاج النفسي، بحسب ما ذكرته لـ «هُن»: «لازم يتعلموا إزاي ندير الأفكار والمشاعر، وآخر يوم بنتكلم بعد شروق أخر يوم، هنا بيكون دموع وطاقة عالية ومشاعر، وده اللي بيساعد على العلاج فعلًا».
رحلتين حققوا صدى كبير، وبعدهما خططت منى درويش لرحلة قادمة، موضحة: «في إقبال على الطريقة دي من العلاج».
