تسعى مصر جاهدة، لمحاولة التصدي لأزمة التغير المناخي المفاجئ في شتى بقاع العالم، من خلال العديد من المبادرات والحملات، كحملة «اتحضر للأخضر»، التي تهدف لنشر الوعي لدى المواطنين، ولعل من أبرز المؤتمرات التي تعتبر المرأة حاضرة بها وبقوة، هو مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخCOP27، الذي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ الخضراء2022، إذ أن التغيرات المناخية تؤثر على المرأة .

لم تقتصر التغيرات المناخية على فئة معينة، بل أن للمرأة نصيب كبير في التأثر بها خاصة في المناطق الريفية، أكثر من سيدات الحضر بفعل البيئة الطبيعية التي تعتمد عليها والتي سيصيبها الضرر بشكل أساسي، وغيرها من المتأثرات الاجتماعية والصحية التي يشرحها الدكتور عبدالمسيح سمعان، أستاذ التربية البيئية بجامعة عين شمس.

وتحدث «سمعان»، لـ«الوطن»، عن كيف تتأثر المرأة وتدفع ضريبة التغير المناخي، قائلا: «المرأة الريفية تعتبر الأكثر تضررا من نساء المدن والحضر، إذ يعتمدن على الزراعة والعمل في شتى المجالات، من بينها تربية الحيوانات والطيور، للمشاركة في تحمل الأعباء الاقتصادية والمادية، إذ أغلبهن معيلات لأسرهن، ونجد حينما تبلغ الفتاة سن معين تخرج من التعليم والبدء في اجتياح سوق العمل، فضلا عن الزواج المبكر، لتخرج من كنف الأب والأم، إلى الزوج الذي يجبرها على زيادة الدخل من خلال العمل».

وأضاف على هامش دورة تدريبية، للإعلاميين في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بمحافظة الإسكندرية، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، بعنوان«دور الإعلام وإدارة الأزمات في كورونا والتغير المناخي»، أن التغير المناخي يضر بالمرأة والطفل.

أمراض صدرية وسكتات دماغية وقلبية

أوضح أستاذ التربية البيئية بجامعة عين شمس، قائلا: «التغير المناخي سيؤثر على صحة المرأة والطفل، إذ سيؤدي إلى انتشار الكثير من الأوبئة والأمراض، من بينها الفيلاريا، وهو مرض تورم الأرجل، و الأمراض الصدرية والحساسية، والفشل الكلوي والرئوي، كما أن ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، من الظواهر المرتبطة بآثار التغيرات المناخية، إذ تؤدى إلى الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية».

كما يقلل التغير المناخي، فرصة المرأة في الزواج في السن المناسب، نتيجة الانشغال في البحث عن لقمة العيش وزيادة الدخل الاقتصادي: «سيحدث خلل في التعليم وسترتفع معدلات الطلاق».