«التغير المناخي» أزمة كبيرة تواجه الشعوب في شتى بقاع العالم، مئات الأشخاص نزحوا من منازلهم جبرا بفعل الفيضانات، التي أغرقت بعض الدول مثل باكستان والسودان، ومن المقرر أن تستضيف مصر مؤتمر المناخ Cop27 في مدينة شرم الشيخ الخضراء 2022 يوم 6 نوفمبر المقبل، والذي سيستمر لمدة 12 يوما، إذ سيحدث طفرة كبيرة وتحول ملحوظ لمساعدة الحكومات في مواجهته، بخلاف تقليل انبعاثات الكربون لتكون مجتمعات حيادية، والتي تسعى بحملات «اتحضر للأخضر» التي تعتبر أول مبادرة بيئية في تاريخ مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتأتي المبادرة في إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة» مصر 2030، وتستهدف تغيير السلوكيات ونشر الوعي البيئي وحث المواطنين، وخصوصًا الشباب، على المشاركة في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها حفاظًا على حقوق الأجيال المقبلة.

وعلى أرضها تنظم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، دورة تدريبية للإعلاميين العرب بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بمحافظة الإسكندرية، بمشاركة عدد من الإعلاميين الصحفيين العرب والمهتمين بمجال دراسة الأزمات.

«الوطن» كانت من بين الحضور في الدورة التدريبية التي حملت عنوان«دور الإعلام وإدارة الأزمات في كورونا والتغير المناخي، وأجرت حوارا مع الدكتورة عزة جلال أستاذ الإدارة التربوية بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، وإلى نص الحوار:

- ما هو دور الإعلام في إدارة الأزمات خاصة في ظل جائحة كورونا؟

لعب الإعلام على مستوى العالم، دورا شديد الأهمية، خاصة في رفع الوعي الصحي وتوضيح مفهومه لدى المجتمع العربي والمصري على حد السواء، إذ تعمل المؤسسات الإعلامية على نشره ذلك لتشكيل الاتجاه الفكري، لدى الأفراد، ومن ثم إعادة ترتيب الأولويات ونشر السلوكيات الإيجابية والابتعاد عن السلبية.

مفهوم البيئة الصحية 

- ما هو مفهوم البيئة الصحية؟

البيئة الصحية، تعني بيئة خالية من النفايات، وطرق المحافظة على نظافة المكان المتواجدين به، والتي تكون من خلال استخدام أدوات الطاقة النظيفة، مثل الكهرباء وأشعة الشمس، والتي يجرى توظيفها جيدا، مع الحفاظ على مصادر المياه، والحفاظ على نظافة المنزل، مع استخدام الأساليب التقنية، من خلال استخدام الموارد والأساليب التي تكلف الدولة أموالا طائلة جدا.

- كيف يمكن تربية الأبناء على ثقافة الترشيد؟

يمكن ذلك من خلال توجيه الأطفال بضرورة المحافظة على استهلاك الكهرباء والماء، وعدم إهدار النقود فيما لا يجدي ولا يفيد، والتي تبدأ من خلال المعلومات التي يتلقاها الطفل داخل الأسرة ومن الأم بشكل خاص، وغرس القيم وفق العادات والتقاليد والعرف داخل المجتمع، باعتبار الأسرة النواة الأساسية، فإذا كانت الوالدين معتادين على الإسراف في الإنفاق والمصاريف اليومية وأدوات الترفيه والمبالغة في شراء المستلزمات غير الضرورية، هنا يجب تعليم الأطفال والنشء على السير وفق خطة قائمة على التوفير الشهري، والإدخار حال حدوث الأزمات.

- ما هي الآثار الاجتماعية الناتجة عن التغير المناخي في حياتنا وكيف يتم التغلب عليها؟

الكثير من الأشخاص حول العالم يتأثرون بالتغير المناخي، خاصة المرأة والأطفال، بشكل خاص، إذ تعاني الفتيات المراهقات من عدم الحصول على قسط كاف من أبسط حقوقها سواء في التعليم أو الزواج، إذ تضطر للخروج من المدرسة في وقت مبكر حتى تتحمل أعباء الأسرة وتساعد في الدخل، فضلا عن نزوح الملايين من منازلهم بفعل الفيضانات التي أدت لغرق منازلهم، بخلاف المشكلة الأزلية وهي عدم توافر الطعام والغذاء، وهلاك الحيوانات التي يعتمد البعض عليها كوسيلة للطعام أو لزيادة الدخل.

- ما هي الطرق التي يمكن استخدامها لنصح الأطفال بالترشيد؟

يمكن غرس القيم بداخل الطفل من خلال التحفيز واستخدام الهدايا، أو من خلال الحرص على توصيلها من خلال فيلم أو كارتون، وفقا لاختلاف المرحلة العمرية، مع محاولة التبسيط للمعلومة بابتكار طرق عديدة.

- هل تقتصر الصحة الشخصية على النظافة الشخصية فقط؟

لا تقتصر الصحة الشخصية عليها فقط، لابد من أن يكون هناك نظافة في كل ما حولنا بدايةً من المنزل، وفق وضع صحي ملائم للصحة الشخصية، لابد من استخدام المطهرات وتنظيف دورة المياه باستمرار، مع التخلص من صندوق القمامة كل يوم، حتى لا تنتشر الأوبئة والفيروسات.

- كيف يمكن أن نربي الأطفال على تناول الأطعمة الصحية؟

ربيت أولادي على تناول الطعام الصحي، وحينما تزوجوا اختلف نظام حياتهم، وأصبحوا يتجهون لتناول الوجبات السريعة، لذا أقوم في يوم الإجازة من العمل بإعداد الطعام لهم بذاتي ومن ثم وضعه في أكياس بلاستيكية، حتى يكون جاهز على التسخين، متعاطفة مع السيدات ولكن أشعر بالحزن حينما أسمع الأطفال يريدون تناول الوجبات السريعة المختلفة، لذا يجب تدشين حملة توعوية صحية للأمهات بضرورة القيام بعمل أطعمة صحية داخل المنزل للأبناء.