رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

للرجال فقط

«بيستحموا بالحنة».. طقوس متفردة للاحتفال بالزفاف في الأقصر

كتب: أبو الحسن عبد الستار -

09:16 ص | الأحد 11 سبتمبر 2022

ليلة الحناء في إسنا

وحده مركز إسنا بالأقصر، من يتفرد بعادات وتقاليد ضاربة في القِدَم، منها طقوس وعادات الاحتفال بليلة «الحنة» في حفلات الزفاف، إذ يتجمع الأهل والأحباب والجيران من بعد الثالثة عصرا أمام بيت العريس للاحتفال به عبر تغطيته بالكامل بالحناء ثم رش أحباب العريس، على أنغام الأغاني النوبية.

الحناء تطهر الجسم من الفطريات

يقول أدهم بخيت، ابن عم العريس، إن الاحتفال بليلة الحناء في إسنا له مذاق خاص ومختلف عن أي مكان آخر، فالعريس لابد أن يستحم بالكامل بالحناء في الشارع وسط الأهل والمحبين، فوضع الحناء على جبين العريس من السنة النبوية الشريفة للتبرك بها خاصة في ليلة الزفاف، فضلا عن أن الحناء تطهر الجسم من الفطريات.

 

طريقة تحضير الحناء

من جانبه، يضيف أحمد نبيل، صديق العريس، أنه يتم جلب 5 كيلوجرامات من أجود الحناء من أسوان، يجري خلطها بالماء في إناء كبير ووضع المحلبية وماء الورد وبعض العطور، وتقليبها جيدا حتى تصبح متماسكة تماما، ثم نتركها نحو ساعة لتتخمر.

وتابع «نبيل»: «نبدأ بالعريس ونسكب الحناء على جسمه بالكامل، والباقي على الحضور في جو كرنفالي احتفالي، حيث يتبارى المحتفلون في رشها على بعضهم».

وتشير حنان عبد الراضي، خالة العريس، إلى أن سكب ورش الحناء على العريس والمدعوين، عادات لإضفاء الفرحة على حفل الزفاف ولإسعاد العريس، مضيفة: «هي عادة قديمة توارثناها من أجدادنا لكن تطورت مع الوقت وأصبحت عبارة عن كرنفال شعبي على الأنغام النوبية، حيث كانت في السابق تقام على أنغام المزمار البلدي أو الربابة».

 

اختلاف الاحتفالات من قرية إلى أخرى

ويحكي نصر الفخراني، أحد أهالي إسنا، أن طقوس وعادات الاحتفال بليلة الحناء تختلف في إسنا عن أي مكان آخر، كما تختلف في كل قرية داخل المركز عن الآخرى، لكن المؤكد أن الاحتفال اختلف كثيرا عن الماضي، فقد كان قديما تتم عقب صلاة الظهر مباشرة ويتم إحضار العريس ووضعه فوق شيء مرتفع «دكة أو كنبة»، ثم يأتي الحلاق وجانبه طبق مغطى بشاش، ويبدأ بعمل شئ كان يسمى «الخلافة»، ويتجمع النساء والمحبون ويغنون للعريس، ثم يبدأ الحلاق «يخلف له» وهو أن ينادي ويقول: «خلفون عليكم يا محبين الأمير خلف خير والملائكة تصلي على النبي نخلف بالفضة وخلافة خير».

ويضيف: يبدأ بعدها المدعوون بوضع «النقوط» في الطبق ثم يغطيه بالشاش، ويعلن الحلاق عن اسم الشخص الذي وضع النقوط في الطبق للعريس، ويدعو له إذا كان مثلا لم يتزوج أو تزوج ولم ينجب أو ذاهب لقضاء الخدمة العسكرية.

 

الاحتفال بليلة الحناء على انغام الموسيقى النوبية 

ويتابع: عقب ذلك يستحم العريس ويغير ملابسه ثم تبدأ بعدها طقوس «تحنية العريس»، وتنزع بعض ملابسه ويتم تغطية كل جسمه بالحناء بواسطة الأهل والأصدقاء، على أنغام الكف الصعيدي أو المزمار أو الربابة ولم تكن الأغاني النوبية انتشرت بعد في إسنا، لكن الآن الطقوس اختلفت، فـ«الخلافة» اندثرت عدا قليل جدا من يفعلها، وتغير موعد الاحتفال من بعد الظهر إلى بعد العصر، والأغاني الصعيدية تم استبدالها بالنوبية التي انتشرت في إسنا بداية من عام 2006.

 

من جانبه، يوضح الدكتور محمد إمام، باحث في التراث، أن طقوس الحناء فلكلور شعبي يجمع بين العادات والتقاليد الصعيدية والنوبية، ولا يعرف أصل تاريخي محدد لبداية القصة، إذ أنها عادة متوارثة من الأجداد حافظ عليها أهل إسنا، فسكب الحناء على جسم العريس عادة نوبية في الأساس، لكن مع تهجير النوبيين إبان فترة بناء خزان أسوان في الثلاثينيات، عاش النوبيون جنبا إلى جنب مع الصعايدة وأثرت كل ثقافة على الأخرى.