كتب: آية حسنين السباعي وبسمة أبو النجا -
02:49 م | الخميس 08 سبتمبر 2022
لم ترى من الحياة سوى طيبها وحسن جمالها من خلال ما تسرده لها أسرته، لكنها صدمت بواقع أليم خرجت منه بفشل كلوي رغم صغر سنها كونها لم تكمل عقدها الثاني بعد، ليقرر الأب أن يعيد الحياة لابنته مرة أخرى فاتخذ القرار بضرورة تبرعه لابنته بكلية حتى تستطيع العيش دون تعب أو معاناة حتى وإن كان على حساب صحته، لكن صدمته الحياة مرة أخرى بتكاليف العملية الباهظة التي لا يقوى على تجميعها.
تحكي شادية محمد والدة رحمة، وتعيش في مدينة المطرية بالدقهلية، لـ«الوطن»، أن ابنتها عانت منذ الصغر من ضعف النظر حتى تمكن منها في النهاية وقضى على بصرها وأصبحت كفيفة وهي في عمر الثالثة، إلا أن الأسرة تعايشت مع الأمر، وحاولت الصغيرة التأقلم على حالتها، إلى أن جاء عام 2021، إذ ظهر عليها بعض التشنجات ما استدعى دخولها للمستشفى، وبالكشف عليها وإجراء اللازم أكد الأطباء أنها تعاني من فشل كلوي متأخر وبحاجة لغسيل كلوي في أسرع وقت.
وأشارت الأم إلى أن وقع الخبر كان صادمًا عليها هي وزوجها، فرحمة لم تتعد الخامسة عشر من عمرها كيف تواجه مصيرًا كذلك وهي كفيفة؟، لكنها لم تيأس، وبدأ الزوجان بعلاج ابنتهما عن طريق الغسيل الكلوي الذي استمر لمدة عام، حتى أخبرهما الأطباء بصعوبة استمرار الأمر مع الصغيرة نظرًا لعدم وجود مكان بجسدها يتحمل دخول القسطرة الطبية، ورفض جسدها تقبل الأمر.
قررت الأم أن تأخذ ابنتها لطبيب آخر، الذي أكد لها احتمالية تبرع والدها بكليته لابنته، ولم يتردد الأب في الموافقة لإنقاذ فلذة كبده، لكن التكاليف كانت باهظة إذ تقدر بـ250 ألف جنيه، وهم أسرة بسيطة لا تقوى على دفع المبلغ.
وأكد «السيد محمود» والد رحمة، والبالغ من العمر 54 عامًا، أنه لم يمانع التبرع بكليته لابنته فور علمه أنه الحل الوحيد لإنقاذها، لكن تكاليف العملية وفقت عائقًا عن إتمام الأمر: «إحنا أسرة على أد حالها، وحاسين بالعجز علشان مش عارفين نعمل حاجة لرحمة وإنها ترجع تعيش حياتها بشكل طبيعي».