الاعتداء على الأطفال سلسلة لا تنتهي، فبين الحين والآخر تدوي صفحات الحوادث، ومواقع التواصل الاجتماعي، بحوادث الاعتداء على الأطفال من قِبل الكثيرين الذين ضربوا بالدين والقانون والشرع والإنسانية عرض الحائط، ويقع فيها أطفال لا حول ولا قوة لهم ضحايا للاعتداء من الأقارب أو من لا تجمعهم بهم أي صلة، فيجد الطفل نفسه في مشهد رُعب لا يمكن نسيانه مهما مرت السنوات، يقف أمامه عاجزا عن الدفاع عن نفسه، وربما يكون غير مدرك لما يحدث من الأساس. 

حملة بدأت ثمارها منذ 10 سنوات، ترأستها الدكتورة إيمان عزت، كأول حملة لتوعية الأطفال بشأن  الاعتداءات من خلال استخدام الأغاني والموسيقى التوعوية، إذ ابتدعت برنامجا تعليميا خاصا للأطفال عقب تخرجها في كلية التربية النوعية جامعة القاهرة، وحصولها على الماجستير والدكتوراه في فلسفة التربية، تهدف من خلاله إلى استخدام الموسيقى والرسم والألعاب لتوعية الأطفال بمخاطر الاعتداء عليهم، وقوة كلمة «لا» في رفض الاعتداء.

فعمل «إيمان» مدرسة في كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة، كان سببا جيدا لتأهيلها في إطلاق هذه الحملة ونجاحها على مدار 10 سنوات مضوا: «بنعمل أغاني من الكلمات التوعوية اللي بنبلغهم بها، بعد سنة ونصف الحملة حققت الوعى لـ أكثر من 400,000 طفل بما في ذلك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات في أكثر من 17 محافظة بمصر، وكان فيه دعم كبير معنوي من الوزارات والهيئات الرسمية الذين أشادوا بها».

المبادرة تستهدف الطفل من 4 سنوات

الأطفال من عُمر 4 سنوات وحتى 14 عاما، هم هدف «إيمان عزت» وفقًا لحديثها لـ «هُن»: «بستهدف الطفل من 4 سنوات لأنه لازم يفهم يعني إيه اعتداء، وإزاي يقول لا ويرفض، ومن 4 لـ 11 سنة لهم أغاني بعينها تلائم قدرتهم على الاستيعاب، لكن من 11 لـ 14 لهم أغاني تانية من خلال الارتجالات الموسيقية». 

وكتبت إيمان كلمات ألبوم اسمه «حماية في أغنية» لتوعية الأطفال ضد الاعتداء، وآخر باسم «أطفال بتحب مصر» لزرع حب الوطن في الأطفال والشعور بالانتماء له. 

إيمان ضمن 50 سيدة مؤثرة 

حلم بسيط تسعى له إيمان عزت، وهو أن تتمكن من إيصال الوعي ضد الاعتداء إلى ما يزيد على مليون طفل وطفلة، وأن ترى كل طفل يعيش طفولته في مجتمع آمن: «تم اختاري في 2020 ضمن 50 شخصية مؤثرة، وأتمنى أقدر أنشر دعوتي».