رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«راما» تركت وطنها بسبب الحرب واكتشفت مواهبها في أم الدنيا: «مصر احتضنتنا» (صور)

كتب: غادة شعبان -

06:12 ص | الخميس 25 أغسطس 2022

السورية راما حسام القدور

قبل 10 أعوام، اضطرت لمغادرة وطنها الأم، والتنقل من مكان لآخر، بفعل الحرب التي اندلعت في البلاد، عاشت هي وأسرتها حياة كاحلة، أصوات الرصاص والرشاشات تحيطهم من جميع الجهات، ما جعلهم يحاولون التأقلم بشتى الطرق على العيش، خارج سوريا، إذ تعلمت في عامها الـ9 حرفة التفصيل والمشغولات اليدوية، وإعادة تدوير الأشياء من حولها، حتى احترفت الشابة العشرينية راما حسام القدور، الحياكة، وأصبحت مصدر رزقها فيما بعد.

فن إعادة التدوير

«أمي كانت تستخدم صوف الملابس القديمة، وتعيدها كما لو كانت جديدة لعدم مقدرتنا على الشراء، وأقوم ببيع المنتجات لطلاب مدرستي»، بتلك العبارة بدأت الشابة السورية التي انتقلت إلى مصر، واستقرت بها رفقة عائلتها، قبل أعوام بحثا عن الاستقرار والرزق، حديثها لـ«الوطن»، موضحة: «ألعابي كانت عبارة عن بقايا أشياء في المنزل من الأكياس والكرتون القديم والملابس البالية، والتي كنت أحولها إلى ملابس للألعاب ومنزل صغير لهم».

ربما قادت الظروف والصدفة الشابة العشرينية «راما» للعمل في الحياكة والتفصيل، حتى تساعد والدتها في تدبير شؤونهم والقدرة على العيش بسلام، إذ تتابع: «بعد مغادرة بلادي والمجئ إلى مصر كانت الأوضاع صعبة قليلاً وبداية في مكان لا نعلم عنه شيء، وبدأ الأمر حينما أردت أن اشتري هدية لصديقتي، ولم أجد مالا كافيا، لذلك فقمت بالتدرب والمحاولات وإعادة التدوير في شتى مجالات الهاند ميد والديكورات، حتى جهزت هدية فريدة ومميزة لها، ومن هنا بدأت في حياكة شنط وكفرات موبايل وبيعها لطلاب مدرستي، فكرت في إنشاء متجر في سنة 2017 بسبب تشجيع أصدقائي ومن حولي وطورت ذلك عن طريق عمل هدايا للأصدقاء، إلى أن وصلت لمستوى مطلوب أنتج قطعة فنية أو ديكور أو قطعة للاستخدام».

كورسات تطوير الذات

حاولت الشابة السورية دعم موهبتها من خلال الإقدام على أخذ الدورات التدريبية التي تعينها على التميز وسط سيدات وفتيات يعملن بمهنة حياكة المشغولات اليدوية، مؤكدة: «كنت أطور من نفسي وحصلت على كورسات تطريز وخياطة، وكانت كورسات مدعومة للسوريات في مصر لدعمهن، وبعد شراء والداي هواتف محمولة، بدأت أتابع يوتيوب وأحاول الصناعة كان يعرقلني قلة الموارد لكني قمت بتعويضها في إعادة التدوير وتم إنشاء متجري، هو متجر منتجات يدوية وديكورات أونلاين، يعتمد على صناعة قطع فريدة للعملاء تناسب أذواقهم ومناسباتهم».

صدفة قادت «راما» لاكتشاف مواهبها الفنية

تميز «راما» جعلها تقتنص فرصة الظهور والعمل في المجال المسرحي، والمشاركة كفنانة ديكور: «بدأت العمل في مجال التنمية سنة 2017 في المسرح المجتمعي مع فرقة نواة، كنت متطوعة وأمثل وأغني كورال وتطور الموضوع وأصبحت أصنع ديكورات المسرحيات، وانضممت لفريق زاد للفنون كفنانة ديكور، بسبب مهاراتي في إعادة التدوير وعمل ديكورات لعروض مسرحية، مثل مسرحية سيرك الحياة، ودبابيس والبلاي باك، والبطاريق لفريق نواة، وتزيين حفلات مختلفة كحفلات أعياد الميلاد والخطوبات».

أحلام الشابة راما

تطمح الشابة السورية، في تقديم ورش مخصصة لتعليم الأطفال المشغولات اليدوية كالتطريز وإعادة التدوير وبناء المجسمات والعمل بالخيوط، وأخرى لمختلف الأعمار، كي يكون لهم حرفة ينتفعوا منها في حياتهم العملية، مشيرة إلى أن «هذه الورش ستتيح للناس مساحة آمنة للتعلم وتبادل المنفعة، أطمح لتطوير المتجر أكثر، وأن أفتح مكانا خاصا بي في منطقتي بالعاشر من رمضان، وأن يكون متجري وعملي مرسال جمال ولطف لكل من يقتنيه، وأن يطور في مجال البيئة والمجتمع».