كتب: سمر صالح -
08:47 م | الخميس 01 يوليو 2021
قبل أكثر من 10 سنوات، انخرطت «سمر مدبولي» في العمل من أجل إثبات ذاتها، بعد أن تعرضت لأزمة شخصية أجبرتها على تحدي الصعاب التي اعترضت طريقها حينها، اقتربت من أهل منطقتها خاصة النساء، لمست واقعهن واستشعرت حاجتهن، فوضعت نواة مشروعها بينهن كي لا يحتجن إلى أي مساعدات عينية أو مادية.
«من أول يوم عندي مبدأ ثابت برفض أي تبرعات وقومت مشروعي بنفسي»، قالت السيدة الثلاثينية في بداية حديثها لـ«الوطن»، وهي تسرد تفاصيل مشروعها الذي نالت به تكريمات من الاتحاد الإقليمي للجمعيات والمؤسسات الأهلية ووزارة البيئة، بعد أن نجحت في تدريب وتشغيل عشرات السيدات من المطلقات والأرامل في مختلف الحرف اليدوية لمواجهة ظروفهن الصعبة دون اللجوء أو طلب المساعدة المادية من أحد، بحسب تعبيرها.
بدأت سمر بعدد قليل من بكرات الخيط لحياكة ملابس من الكروشيه، وحينما ذاع صيتها بين جيرانها من السيدات زادت طلبات الشراء عليها، «لما زاد الطلب على شغلي علمت مجموعة من جيراني وشغلتهم معايا من البيت»، حتى اتسعت رقعة عملها وأسست فريقًا كاملا من السيدات الماهرات في فنون الخياطة والكروشيه.
مرت السنوات واستمرت «سمر» في عملها حتى أسست جمعية مشهرة من وزارة التضامن في عام 2017، لتدريب الأرامل والمطلقات على الحرف اليدوية، «بدأت مشروعي برأس مال 5 آلاف جنيه جبت خامات ودربت السيدات مجانا» حتى أنتجن كميات من المشغولات اليدوية وبدأن يحصدن العائد المادي لعملهن، «بندربهم على كل حاجة يدوية كروشيه وتريكو ومشغولات جلدية وزجاج معشق وسجاد يدوي».
ليست المشغولات اليدوية وحدها هي الحرفة الوحيدة التي نجحت «سمر» في تدريب السيدات الأرامل والمطلقات عليها، بل أجادت تعليمهن فن إعادة التدوير لإنتاج منتجات تستخدم في المنازل من زجاجات المياه الغازية الفارغة على سبيل المثال، حتى تلقت تكريما على ذلك النشاط من وزارة البيئة، بحسب قولها.
معارض مختلفة تشارك بها السيدة الثلاثينية وفريقها من سيدات الجمعية، منها معرضي تراثنا وديارنا، لتسويق المنتجات اليدوية التي تخرج من تحت أيديهن، وتحلم فقط بالمشاركة في المعارض المختلفة دون تحمل نفقات إيجار باهظة للركن الخاص بالمعروضات، «أنا مش عايزة تبرعات مادية للجمعية، بس أتمنى نشارك في المعارض من غير تكاليف إيجار غالية للأرض عشان نستفيد من العائد المادي للمنتجات».