منذ أن تُخبر الأم طفلها الأول، بانتظارها مولودًا جديدًا، تبدأ الغيرة تسيطر عليه، إذ يتكون لديه شعورًا بأن هناك شخصًا سيأتي ويأخذ نصيبه في المحبة والاهتمام، بعد أن كان يأخذ الاهتمام من كل أفراد العائلة، فضلًا عن الشعور بالنقص نتيجة أنه سيكون أقل منه في الجمال والاهتمام بالملابس أو شؤون حياته، لذا تجد الطفل يرفض تقبل فكرة وجود مولودًا آخر في المنزل، وحينما يأتي تجده يتعامل معه بالعنف والعصبية ومحاولة ضربه وفعل أي شيء يجعل الأم تنشعل عنه وتعود لاهتمامها به، مثلما كانت من قبل.

نصائح للأمهات لزرع المساواة بين الأبناء

سالي مزروع، خبيرة تربوية، تحدثت عن كيفية تعامل الأم مع الغيرة بين الأولاد، خلال استضافتها في برنامج «جروب الماميز»، إذ قالت: «بدون قصد بنفرق بين الأبناء وبنرسخ فيهم فكرة الغيرة والمشاعر السلبية في بداية حياتهم التي تؤثر في مستقبلهم، وفكرة التفضيل بتكون راجعة للتربية في الأساس، إذ تجد الأم تربي الطفل الأول على سلوكيات خاطئة فينشأ غير سوي، ما يجعلها تتفادى تلك السلوكيات مع الابن الجديد، ليكون سويًا، ما يجعلها تفضله عن الابن الأكبر».

«بتحبيني أكتر ولا أخويا.. هي الناس بتحبني ولا لأ»، سؤال متكرر من أغلب الأطفال في مرحلة الطفولة، عادة ما يوجهونه للأمهات، بعدما شعروا أنهم لم يعودوا مفضلين مثلما كانوا، إذ تتابع سالي مزروع: «يجب توسيع مدارك الطفل وتعزيز ثقته بنفسه مع احترام الآخرين، ونعرفه إن الأطفال الأخرين مميزين في شيء ما وهو مميز في آخر، وفي أمهات بتميل لطفل عن آخر لعدة أسباب، مثل كونه مطيع أو هادئ أو البنت اللي بتساعد في البيت، بخلاف المتمردة التي تقضي وقتها أمام المرآة، الفروق الفردية بتفرق ويجب تطويعها حتى تستطيع الأم زرع المساواة بين الأشقاء».