أسر فرَّقتها المسافات، منعت الظروف اجتماع الوالدين والأبناء على مائدة فطور واحدة، كما جرت العادة بينهم، ومهام يومية وأعباء متتالية منعت الأمهات من إعداد أطباق فطور شهية مرتبة صباحا، أوحت إلى «آلاء» فكرة مشروعها الذي انطلق قبل ستة أشهر فقط، أعدت وجبات فطور صحية مغلفة بكلمات حب طيبة، تتولى توصيلها إلى باب البيت، وباتت فكرتها ملاذا للمغتربين وأولئك الذين شغلتهم مهام الحياة، يصلون من خلالها إلى ذويهم، يقربون المسافات ما استطاعوا.

تقوية الروابط الأسرية

صباحات النوبة الهادئة ذات الطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة على ضفاف نهر النيل، تركت آثارها في أفكار الفطار الذي تقدمه «آلاء» لعملائها، أصولها النوبية رغم استقرارها للعيش في محافظة الإسكندرية، استوحت مشروعها من تلك التفاصيل الهادئة، فكان هدفها الأول أن يبدأ زبائنها صباحا مميزا خاليا من العجلة والضغوط، بحكم سرعة روتين الحياة اليومية.

لطالما تعذر اللقاء الأسري على مائدة الفطور بين البعض، بحثوا عن طريقة للتواصل مع أهاليهم، حتى وجدوا غايتهم في صندوق الفطور الصحي الذي تقدمه الشابة الثلاثينية، لتوصيله إلى أي مكان داخل محافظة الإسكندرية، «أي حد بتحبه جوه مصر أو برا مصر تقدر تقوله صباح الخير بطريقة مختلفة وتهاديهم بوكس فطار لذيذ بنوصله لحد باب البيت»، تقول في بداية حديثها لـ«الوطن».

مراعاة الناحية الجمالية لوجبات الفطار

مهام الأمومة دفعت الفتاة ذات الأصول النوبية إلى ترك عملها والابتعاد عن مجال الفنون الذي درسته، فأبدعت في فكرة مشروعها، قدمته بطريقة مميزة بدعم من شقيقها «لما بعدت عن مجال الفنون ده كان مضايقنى جدا ومش عارفة ألاقي نفسي فى حاجة بعيدة عنه ومن هنا بقيت أقدم وجبات الفطار بشكل جمالي مميز لأن طريقة تقديم الأكل مهمة»، فوجدت إقبالا على مشروعها من داخل وخارج مصر منذ بداية تدشينه على الإنترنت، بحسب قولها.

توصيل طلبات من المغتربين إلى أهلهم في الإسكندرية

عصائر طازجة وفواكه متنوعة وزبادي ومخبوزات شهية، مدعمة بجواب وباقات ورد وشيكولاتة، وجبات الفطور التي تتولى «آلاء» توصيلها عبر مندوب إلى العنوان المستهدف داخل الإسكندرية، فرحة ممزوجة بالدموع لحظة وصول الهدايا إلى المقصودين «وصلت طلبات لناس كتير طلبوها من برا مصر في كندا والإمارات، وأكتر ناس عجبتها الفكرة هى الناس اللى عايشة بره مصر»، وجدوا في تلك الفكرة فرصة لإسعاد أسرهم داخل الإسكندرية، بحسب روايتها.

تعمقت الأم الثلاثينية في القراءة عن الأكل الصحي، قبل إطلاق مشروعها، وبحسب تعبيرها، «مدرستش تغذية بس لما قريت كتير فهمت وبدأت أقدم بوكسات فطار هيلثي حسب طلب العميل».