كتب: روان مسعد -
03:25 م | الثلاثاء 03 مايو 2022
صرخات متتالية غير منتظمة، تشنجات في القدمين واليدين، تتقوس على نفسها في دلالة واضحة على مرض عضال، هذا هو حال الطفة جومانا البالغة من العمر 14 عاما، وتسكن في منطقة الشرابية بالقاهرة، وصلت بمرضها إلى مرحلة متأخرة، بسبب تسريب سخان غاز جديد لم يكمل 6 أشهر في بيتهم، القصة كما ترويها والدتها في تصريحات خاصة لـ «هن»، بدأت في عام 2021، حينما اشتروا سخان غاز جديد لشركة كبيرة في شهر مايو، وفي شهر 12 كانت الأم تشم رائحة كريهة تخرج من السخان.
قال مندوب الشركة لتصليح السخانات وتلك الحالات من الروائح الكريهة إن المشكلة في المنظم والمدخنة، وفي اليوم التالي صلح والد جومانا السخان ووضع له منظم جديد ومدخنة، على الرغم من أن السخان جرى تركيبه عن طريق الشركة، وهو ما يعني أنه آمن تماما، ولكن عقب 3 أيام من التصليح دخلت الطفلة جومانا للاستحمام واستعجلها أخوها للخروج من الحمام لكي يدخل هو، ولكنها لم تستجب.
لتدخل الأسرة على جومانا وتجدها ملقاة على أرض الحمام في حالة إغماء، ذهبت الأسرة بجومانا إلى واحدة من المستشفيات الكبرى، ودخلت العناية المركزة وظلت قرابة 4 أيام دون تحسن نهائيا، ولكن الطبيب نصحهم بالانتقال إلى مستشفى آخر ووضعها على جهاز «هايبر برك»، لأنها تعاني من تسمم من غاز أول أكسيد الكربون الخارج من السخان، وبالفعل انتقلت الفتاة لمستشفى آخر ووضعت على الجهاز.
تقرير المستشفى الجديدة جاء صادما: «الدكتور قالي أتاخرنا جدا، والبنت فضلت شهر على الجهاز مفيش أي تحسن، وفضلت درجة حرارتها سخنة 30 يوم وفشلت كل محاولات اننا ننزل الحرارة»، وفقا لوالدتها، كما توقف قلب الفتاة وجرى إنعاشه ووضعت على جهاز التنفس الصناعي، وعقب أيام استجابت الطفلة وأصبح لديها وعي، فأزيل جهاز التنفس الصناعي، والتشخيص كان غيبوبة وتشنجات إثر التعرض لغاز أول أكسيد الكربون.
ما حدث لجومانا أدى إلى نتائج كارثية بحسب والدتها، إذ ظلت في المستشفى منذ 27/12/2021 حتى 9/3/2022 للعلاج على نفقة التأمين الصحي للطلاب بالمجان، ولكن للأسف خسرت جومانا 90% من خلايا المخ بتليف تام، فبعد أن طمأنها الدكتور لدى خروجها من المستشفى أنها تحتاج إلى علاج دوائي وعلاج طبيعي، إلا أنها تعرضت لانتكاسات صعبة.
تطورت حالتها وقال لها طبيب آخر إن خلايا المخ أصبحت هواء، غير موجودة بسبب التليف التام، وفقدت جومانا السمع والكلام والنظر والأكل والشرب وأصيبت بشلل رباعي فى جميع الأطراف، وفقدت كل حواس جسمها، وقالت الأم بصوت يغلبه الدموع إنها تريد حق ابنتها ولا تريد تعويضا ماديا وإنما حقها من الشركة المنتجة للسخان الذي تسبب في دمار أسرة كاملة، لذا رفعت عليهم قضية منذ شهرين وإلى الآن الوضع باقي على ما هو عليه ولا يوجد حل للطفلة سوى الصراخ الدائم دون حتى النوم.