كتب: محمد أباظة -
08:13 م | الخميس 28 أبريل 2022
تركض خلف السيارات والمارة في شارع الدقي، قبيل انطلاق مدفع الإفطار وآذان المغرب، ممسكة في يدها أطباق من الوجبات المختلفة التي أعدتها بنفسها لوجه الله، تكسب من خلالها ثواب إفطار صائم، وتتلقى الدعوة من أشخاص لا تعرف عنهم سوى أنهم صائمين.
منذ 5 سنوات عادت «بطة حلولينا» من الكويت إلى القاهرة، واعتادت من وقتها على أعمال الخير، وعمل موائد رحمن وإفطار صائم في شهر رمضان، بحسب ما ذكرته في حديثها مع «الوطن»، إذ تبدأ في شراء اللحم قبل الشهر الكريم بأيام، معقبة: «بيكون أرخص»، وتجهز الخامات التي تحتاجها لإعداد وجبات الإفطار اليومية.
«صيادية ومكرونة ورز وكبد وقوانص» وجبات تقدمها «بطة» أو كما تٌعرف بـ«أم إسلام» يوميًا للمارة والسائقين وكذلك الركاب، تقف أمام محلها في شارع الدقي، وتركض خلفهم لكسب ثواب إفطارهم، موضحة: «كنت بعمل مائدة رحمن الأول والناس اللي بتعدي حفظت مكاني»، وكذلك تنوع «بطة» الوجبات يوميًا، وتضع «رز بشعرية أو بصل ولوبيا وشاورما وفراخ»، وتستخدم اللحم المفروم «عشان تكفي معايا».
ولا تنسى «بطة» التمر والفاكهة «موز»، لافتة إلى أن عمال النظافة في المنطقة يمروا عليها يوميًا بسبب طعم أكلها المميز، معقبة: «بسمي عليه بيطلع طعمه حلو»، مضيفة أنها لا تذوق منه، ويخرج كله لوجه الله: «اللي ربنا بيديه لازم يفتكر الناس»، إذ تبدأ في طهي الأكل بنفسها منذ منتصف الليل، وتستكمل تسويته عصر اليوم الذي ستخرجه به.
ولا تعود «بطة» إلى منزلها أو تكسر صيامها إلا بعد أن تنتهي من إفراغ الأكل بالآواني التي تقف بها على طاولة في الشارع، وتتأكد من أنها كسبت ثواب إفطار الصائمين المارين على أرجلهم أو داخل سياراتهم بشارع الدقي، وكذلك العمال والأرزقية.