كتب: أسماء أبو السعود -
06:51 م | الثلاثاء 29 مارس 2022
بين الألوان المُبهجة والأشكال الرمضانية المختلفة، تجلس أسماء علاء الدين أحمد، الشابة الثلاثينية، بهدوء داخل منزلها، مُمسكة بيدها إبرة وخيط وقطعة خشبية، تصنع منها صواني لتقديم المشروبات والمأكولات بالكروشيه، تزينها عبارات وأشكال رمضانية، وبجوارها فانوس يحمل شكل بكار وحوافه أيضا من الكروشيه، بجانب عشرات الإكسسوارات والحقائب والملابس التي صنعتها بيديها، وكانت سببا في جذب الأنظار إليها، لتتحول هوايتها إلى باب رزق.
تخرجت «أسماء»، البالغة من العمر 32 عاما، في كلية التربية النوعية عام 2009، وعملت في وظيفة حكومية لفترة لكنها تركتها لعدم قدرتها على التوفيق بينها وبين أبنائها، خاصة بعد إنجابها 3 أطفال، ولكنها كانت تحب الكروشيه كثيراً فقررت تعلمه وبالفعل أحضرت الخيوط والإبر وبدأت التعلم من اليوتيوب حتى أتقنته تماماً وبدأت في إعداد حقائب ومقلمة لطفلتيها، وأدخلت الخشب المطبوع عليه صور كرتونية مع الكروشية، ففرحت ابنتيها «سدن وأسيل» كثيراً، وحرصتا على مساعدتها تارة وصناعة السبح ليهاديان بها مدرساتهما وزميلاتهما تارة أخرى.
بعد إتقانها للكروشية، فوجئت بأصدقاء طفلتيها والمُعلمات في المدرسة يطلبون منها صناعة «مقالم وشنط» مثل التي صنعتها لأبنائها، وألحوا عليها، ففكرت في أنّها تحقق أرباحا منها، ويصبح باب رزق لها، وبالفعل أنشأت مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، انضم لها العشرات بسرعة كبيرة، وبدأوا في طلب أشكالاً عديدة منها تمكنت من تنفيذها ألإضل مما توقعوا ففرحوا بها كثيرا، وأخبروا أقاربهم وأصدقائهم حتى حصلت على شهرة واسعة وأصبحت هوايتها بالفعل مصدر رزق لها.
وقالت الأم الثلاثينية إنّها تسعى دائما لتطوير نفسها، فبدأت تقوم بـ صناعة أكسسوارات مثل السلاسل والأساور، إذ تحضر الخامات وتصنعها بيديها بألوان وأشكال رائعة، والتي لاقت إقبالاً واسعا نظرا لجودتها العالية وأسعارها المنخفضة التي تبدأ من 40 جنيها وحتى 120 جنيها حسب الخامات والشكل والحجم.
كما حصلت على دورة تدريبية في الخياطة، وأصبحت تصمم وتفصل ملابس الحفلات لطفلتيها وللمدارس، بالإضافة إلى صناعة الملابس والكوفيات من الكروشيه، بينما حرصت طفلتيها على مشاهدتها خلال عملها وإبداء رغبتهما في مساعدتها، لذا استعانت بهما أحياناً، وقررت أن تستغل ذلك في شيء إيجابي لهما، فأحضرت لهما «الخرز والخيوط واللولي»، وتركتهما تصنعان منها السبح والأساور والسلاسل وتهادين بها مدرساتهن وزميلاتهن.
وفي الوقت نفسه، حرصت الأم الثلاثينية على مساعدة الآخرين، فأصبحت تعطي دروسا لمن يرغب في تعلم الكروشيه، وعلّمت الكثير من الفتيات اللاتي أصبح الكروشيه مصدر رزق لهن بعد ذلك، وما زالت مستمرة حتى الآن في تعليم السيدات والأطفال.
وفي ظل تلك الهواية والعمل وتعليم الآخرين، بجانب رعاية ابنتيها وطفلها «سليم»، حرص زوجها على مساعدتها في الكثير من الأحيان، دون أي ضيق من انشغالها في إعداد أي طلب وانتشاره في أرجاء غرفة المعيشة ولكنه يمازحها: «أنا عايش في مشغل».
وعبرت «أسماء» عن أمنيتها في أنّ يكون لها براند خاص بها، تصنع به مختلف الأشكال التي تبتكرها، وبيعها في الأسواق باسمها، أو في محل يكون خاص بها، خصوصاً أنّ الكثير من محال الهدايا والشنط والأكسسوارات طلبوا منها صناعة منتجات لهم دون ذكر اسمها، وهو ما رفضته بشدة.