دراما الواقع تفوق الحكايات المؤلفة بعناية، تلك البطولات التي اقترنت بحياة أحد الشهداء، وشكَلت حزنا دفينا داخل زوجة لم تشبع من زوجها وحبها الأول، ولم يدوم صوته في مدارها، إلا أنّه ترك لها فخرًا يؤنس أيامها، استشهد بطلا يدافع عن وطنه في مواجهة الإرهاب الغاشم، ليكون أحد الممهدين بأرواحهم لنعيم يحيا فيه أهل مصر دون إرهاب.

الدفاع عن الوطن ضد الإرهاب والشهادة

في نهار الرابع عشر من أبريل عام 2018، كانت الزوجة «إيمان عباس» منشغلة برعاية أطفالها «فريدة وسليم وإبراهيم»، تتزاحم الأفكار في رأسها استعدادا ليوم إجازة زوجها البطل المقدم أحمد الخولي، شهيد القوات المسلحة، وعودته من عمله بعد غيابه عن المنزل فترة طويلة لأداء مهام عمله، إلا أنّها فوجئت بكالمة هاتفية تخبرها باستشهاده في إحدى المداهمات العسكرية ضد الإرهابيين.

لم تصدق الزوجة حديث قلبها الذي انقبض خوفا على زوجها، حينها حاولت التواصل مع أحد أصدقائه عبر الهاتف، تريد سماع كلمة واحدة تنفي الخبر الذي وقع على كيانها كالصاعقة، لا تزال تبكي حين رواية اللحظة رغم مرور 4 سنوات: قالت لـ«الوطن»: «عرفت إنّه استشهد وأنكرت في البداية وبعدها ربنا نزل عليا الصبر»، تلاحقت ضربات قلبها ولم تتحكم في دموعها التي سالت وبكت حين وهي تعيد وصف اليوم.

وصية الشهيد لزوجته: خلي بالك من الأولاد

«كانت وصيته إني أخلي بالي من الأولاد، كان دايما الكلمة دي على لسان الشهيد قبل وفاته لما كان بيكلمني كأنّه كان حاسس».. قالت الزوجة وهي تروي ملامح الأيام الأخيرة لزوجها شهيد القوات المسلحة البطل المقدم أحمد الخولي، قائلة إنّه كان يطلب منها الاهتمام بالأولاد وإلحاقهم بأفضل المدارس وتربيتهم تربية حسنة، على حب الوطن والدفاع عنه.

إطلاق اسم المقدم أحمد الخولي على مسجد ومدرسة

بعد فترة من استشهاد المقدم أحمد الخولي، أُطلق اسمه على أحد المساجد داخل محافظة سيناء، وعلى إحدى المدارس بمسقط رأسه في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، تخليدًا لذكراه ومجهوداته في الدفاع عن وطنه، وتقديرا لبطولته الباسلة، تعبر الزوجة عن فخرها بزوجها في يوم الشهيد: «لما بشوف اسمه على المدرسة بفرح وهفضل عايشة فخورة بيه».