كتب: غادة شعبان -
08:25 ص | السبت 19 فبراير 2022
غرفة متوسطة الحجم، أركانها مليئة بالكتب المتعلقة بالفضاء، والفلك والكواكب والنجوم، وصواريخ وتليسكوبات، لاستكشاف المجموعة الشمسية وأسرار الكون، وصور للعالم الإنجليزي السير إسحاق نيوتن، أحد رموز الثورة العلمية في الفيزياء والرياضيات، وعالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين، الحاصل على جائزة نوبل، حينما نتأمل تلك الغرفة نظن إنها لأحد العلماء الكبار، ولكن المفاجأة بإنها لطفل في عامه السابع، في الصف الأول الابتدائي.
الطفل أحمد حمادة، من سكان حي المرج، كُرم من وكالة الفضاء الأوروبية، صمم مجسمًا لتليسكوب«جيمس ويب»، يدور خارج الغلاف الجوي، مخترقا الأشعة تحت الحمراء لتعقب حركة النجوم.
«الوطن» خاضت جولة داخل منزل المخترع والعالم المصري الصغير، أحمد حمادة، للحديث عن تطلعاته في عالم الفضاء والفلك، وقصة تكريمه من وكالة الفضاء الأوروبية، وصناعة تليسكوب «جيمس ويب»، وحكاية بدلة الفضاء التي يرتديها، إذ قال خلال بث مباشر إنه يتمنى أن يصبح رائد فضاء، وورث ذلك الشغف من والده الأستاذ حمادة سلطان، وهو في عمره، والذي بدوره انتقل له، لتنمية وعيه.
توسم الأب حمادة سلطان، في نجله «أحمد» الفطنة والذكاء والتطلع للفضاء والكواكب والنجوم، إذ قال خلال حديثه لـ«الوطن»: «الموضوع بالنسبة ليه، مكنش انه يقلدني فقط، خليته يهتم بالعلوم زيي ونميت مهاراته وبدأ يعمل فيديوهات علمية عن الفلك والمجموعة الشمسية والخسوف والكسوف».
يقضي «أحمد» يومه بين الدراسة واستطلاع حركة الكواكب والنجوم: «بذاكر من الساعة 4 لـ5، ومن الساعة 6 بروح الدروس ولما برجع بلعب كرة قدم أو اتفرج على حاجة، ولما بابا بيرجع من الشغل بنطلع نشوف القمر».
رصد الأب وابنه صورة باستخدام التليسكوب لكوكب زحل والمشترى، فضلا عن وجود مكتبة خاصة به تحتوي على الكتب العلمية الخاصة بالفلك، وروى المخترع الصغير، حكاية التليسكوب الذي قام بتصنيعه، إذ يقول:« جيمس ويب، صممته وطلع الفضاء في شهر ديسمبر، على صاروخ آرين 5، مطلعش لوحده لشدة الغلاف الجوي على كوكب الأرض، والصاروخ يقوم بنقل الأجسام للفضاء، عملنا التليسكوب مع والدي وهو نموذج للحقيقي نفس الأدوات عبارة عن 5 ألواح شمسية تحميه من أشعة الشمس ومرايا أساسية وأخرى ثانوية وكاميرا».
وتقوم مهمة التليسكوب على تصوير الكواكب والاخرى التي لم يستطع العلماء اكتشافها، لاختراق ورصد الأشعة تحت الحمراء، والذي تكلف 10 مليارات دولار، التي صممته وكالة الفضاء ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية والكندية، الذي سيحل العديد من الألغاز حول الكون، من بينها اكتشاف الأغلفة الجوية للكواكب، وهل تتوافر بها بخار الماء والأكسجين، وإمكانية صلاحيته للحياة.
وفيما يخص التكريم من وكالة الفضاء الأوروبية، تحدث طفل الفضاء، بإنه تلقى هدية عبارة عن حقيبة قماشية وملصقات ومجسمات: «لما شافوا الصور دخلوني في مسابقة، بتليسكوب جيمس ويب، وبعمل فيديوهات تعليمية عن الثقوب السوداء والسنة الضوئية والمجموعة الشمسية».
يحلم الطفل أحمد حمادة، أن يصبح في المستقبل، رائدا فضائيا حتى تتيح له فرصة رؤية عاصفة كوكب المشترى والوصول إلى الثقب الأسود ورؤية حلقات كوكب زحل: «المدرسة بتاعتي قالتلي برافو عليك، أعمل فيديوهات تعليمية للناس علشان يستفيدوا وخاصة اللي قد بابا، لانهم مش عارفين معلومات عن الفضاء».