يبدو أن بر الوالدين أصبح محل اختيار لبعض الأبناء، الذين اختلطت لديهم مشاعر الحب، حيث ورد سؤالًا إلى الشيخ مبروك عطية، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر فرع سوهاج، من إحدى الفتيات إذ قالت: «هل يوجد أمهات لا تستحق الحب؟».

رد الشيخ مبروك عطية 

وجاء رد الشيخ مبروك عطية حيث ابتدأ حديثه بالاستشهاد بقول الله عز وجل مخاطبًا مؤمنًا متوكلًا عليه والذي كان أبواه كافران: «وإذا جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم، فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا»، مشيرًا إلى أنه رد بهذه الآية على السؤال.

وتابع «مبروك» الرد بأنه توجد العديد من الأمهات التي لا تستحق الحب، ولكن الله أمر بطاعتهن والبر بهن، سواء كانت تستحق أم لا، ولكن لم ترد كلمة الحب بين الآباء أو الأزواج: «ربنا مقالش حبوهم، لأن الحب قلبي، والإنسان لا يملك قلبه، والله لو ترك التعامل بيننا قائم على الحب، سوف يخرب العالم».

العدل مع الآباء وإن لم يستحقوا الحب

وأضاف «عطية» خلال حديثه أن الله أمرنا بالعدل مع الذين لا نطيقهم، لا يستحقون العدل ولكن الله يستحق الطاعة، وإن جاء الحب فإنها نعمة «هنعدل واحنا مرتاحين نفسيًا»، وإن لم يأت الحب نحن مأمورين بالعدل «وبالوالدين إحسانًا».

وشدد مبروك عطية على أنه عند وجود آباء لا يستحقون الحب، لا يصح قول كلمات تحزنهم أو نظرات تؤثر عليهم سلبيًا، إذ يملك الإنسان لسان المقال والحال، الأول هو ما يتحدث بها، والأخير هو تعبيرات الوجه وهز الرأس بنعم ولا، لذا يلزم أن نتقي الله، ولا نظهر من حالنا إلا خيرًا «وبالوالدين إحسانا».

واختتم حديثه قائلًا: «الحب جنة الدنيا، فمن رزق الحب في الدنيا، فقد رزق الجنة ومن وهب نعمة التوفيق في فهم دينه فقد رزق جنة الله يوم الدين»