لم يتجاوز عمره الـ13 عامًا إلا أنه عاش حياة صعبة منذ كان عمره نحو سنة و8 أشهر، وجد نفسه بين جدران المستشفيات يعالج من أصعب الأمراض، يصرخ ويبكي من الألم، ينتظر شفاءه بفارغ الصبر حتى يعيش طفولته وينفذ شقيقه وعده له، وهو تعلم التنورة.

بداية المرض

عبد الرحمن طارق من محافظة الغربية، جاء من طنطا ليعيش في القاهرة منذ سنوات، اكتشفت أسرته إصابته بالسرطان، عندما كانت والدته تستبدل ملابسه حيث أخذ يصرخ من ذراعه بشكل كبير الأمر الذي جعلها تصطحبه للطبيب الذي أخبرهم بمرضه: «قالوا ده ورم وهنشيله وطلع خبيث، وروحنا معهد أورام في طنطا مقبولناش روحنا بقى في القاهرة وأخدت كيماوي وعشت في مرحلة صعبة جدا»، بحسب قوله لـ «الوطن». 

وظل عبد الرحمن يعالج من السرطان لسنوات طويلة، ورغم صغر سنه وصعوبة الأمر وقساوة الأيام إلا أن هذا الطفل كان يمتلك عزيمة وقوة وتحد وإصرار على الشفاء ليعيش طفولته طبيعية ويحترف التنورة، ويتعلم التمثيل: «أخويا وعدني أنه هيعلمني التنورة وبدأت فيها وأنا عندي 5 سنين، حبيتها أوي لأنها صعبة وفيها روح تحدي»

وجد عبد الرحمن الذي يبلغ من العمر 13 عامًا، ويدرس في الصف الأول الإعدادي، الدعم من المحيطين به، سواء من والديه أو أشقائه، وانتصر على السرطان في عام 2019، ويعمل كل فترة على المتابعة للاطمئنان: «بقيت أحب أروح لأطفال مرضى السرطان ومعهد ناصر وبهية، عشان ادعمهم». 

راقص التنورة

يحاول راقص التنورة عمل مشروع ألعاب لمساعدة أسرته في المعيشة لسوء الظروف التي يمرون بها، ولكنه لا يمتلك الكمبيوتر الذي يمكنه لعمل ذلك ويسعى لتحقيق ذلك الهدف: «والدي مريض مينفعش يشتغل ووالدتي مش لاقية شغل، والمصاريف كبيرة».