أصرت على تحقيق هدفها الذي لم تعرقله الظروف الاجتماعية، وظلت رغبتها في تحقيق حلمها ترافقها، رغم مرور السنوت، بعدما أصبحت أمًا لأربعة أبناء، تتحمل مسؤولية أسرتها بأكملها، ودراستها التي طالما باتت تحلم بتحقيق ذاتها، حتى تصبح الدكتورة فتحية جمعة فتحي البشير.

رحلة «فتحية» من البيت للكلية

بعد تخطي مرحلة الثانوية العامة، التحقت «فتحية» بمعهد الخدمة الاجتماعية، ومثل كل فتاة، تحلم ببناء أسرة وارتداء الفستان الأبيض، جاءها فارس أحلامها، وزفت إلى بيتها، تعيش الحياة كـ«طالبة»، وعلى النظير ربة منزل، على عاتقها مسؤلية أول ابن رزقت به، وزوجها الذي كان دائمًا يشجعها على إكمال رحلة نجاحها.

لا تكل ولا تمل السيدة فتحية من المسيرة التعليمية، على الرغم من زحام المسؤوليات، يراودها حلمها في كل خطوة، حاولت الحصول على درجة الدبلومة، ولكن لم تسنح لها الفرصة «قالولها لازم تسافر القاهرة، وكان صعب جدًا لأننا في الدقهلية» حسبما روى الابن الأكبر لـ«هن».   

حاولت تحقيق حلمها في الحصول على الدبلومة، ودرجة الماجستير، «قالولها البديل تدخل كلية آداب»، وعلى الفور بدأت السيدة صاحبة الـ43 عامًا، رحلة دراسة جديدة في كلية الآداب، في الوقت الذي أصبحت أمًا لـ4 أبناء، حتى توصلت إلى الدبلومة، وبعدها نجحت في الحصول على درجة الماجستير من جامعة المنصورة في عام 2017.

الحصول على درجة الدكتوراه

«ماما عمرها ما حسستنا بتقصير، وكانت بتذاكرلنا وتحفظنا قرآن».. هكذا روى أحمد فتحي، الذي يدرس في كلية الطب البشري، عن طبيعة الحياة مع والدته، إذ كانت تحرص على الاهتمام بتعليمهم، وحفظهم القرآن الكريم، يعبر الشاب العشريني عن فرحته البالغة، وفخره بوالدته، التي لم تكتفِ بتلك الدرجات التعليمية التي حصلت عليها؛ لتنال في عام 2021 درجة الدكتوراه من جامعة المنصورة، لتضرب أروع الأمثلة في أن العمر لم يكن يمثل يومًا ما عائقا أمام طلب العلم.

أحمد يحتفل بنجاح والدته

«2017: كنت أنا في 3 ثانوي، وماما كانت بتناقش ماجستير2021: أنا في خامسة طب، وماما ناقشت دكتوراة، فخور جدًا باللي حققته».. بهذه الكلمات احتفل نجل الدكتورة فتحية جمعة بوالدته، بعدما حصلت على درجة الدكتوراه، وهو المنشور الذى لاقى استحسان رواد مواقع التواصل الاجتماعي.