كتب: منة الصياد -
10:13 م | الثلاثاء 28 ديسمبر 2021
من أجل مواكبة الموضة وتغيرات العصر، يتجه العديد من الشباب والرجال إلى تطويل شعورهم كنوعًا من التجديد والحصول على مظهر جيد، وهو ما وجه بشأنه أحد الأشخاص سؤالًا لدار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية، حول حكم الدين في قيام الرجل بتطويل شعره.
وأجاب أحد شيوخ دار الإفتاء، بأن إطالة الشعر فعل مباح بالنسبة للرجل، لأنه يعد واحدًا من العادات الجِبلِّية، وتم الاستشهاد برواية أبو داوود في «سننه»، أنه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «مَنْ كَانَ لَهُ شَعرٌ فَلْيُكْرِمْهُ».
واستشهدت دار الإفتاء أيضًا في جوابها، عن أنس رضي الله عنه قال: «كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم مَنْكِبَيْهِ» رواه البخاري، لكن مع ذلك فقد تتغير الأعراف والأحوال الملابسة لهذا الفعل؛ فيخرج حكمه عن أصل الإباحة إلى الكراهة أو التحريم، كما لو أصبح في زمان معين أو مكان معين علامة دالة على الفسق أو التخنث أو الشذوذ، بل إن الشيء إذا كان مستحبًّا في نفسه ثم صار شعارًا لأهل المعاصي علامة عليهم، صار التلبس به ممنوعًا.
ولهذا قال العلماء بأنه إذا اختص أهل الفسق بلباس معين، مُنِعَ لبسه لغيرهم؛ وذلك لِما جاء في الحديث الشريف عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما قال: قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» رواه أبو داود.
ويعد التشبه بأهل الفجور تعريض النفس لسوء الظن والتهم، حيث قال الشيخ علي القاري، في كتاب «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح»، إن أي شخص شبه نفسه بالكفار مثلًا في اللباس وغيره، أو بالفساق أو الفجار أو بأهل التصوف والصلحاء الأبرار، فهو منهم أي مثلهم في الإثم والخير.