كتب: آية أشرف -
08:54 ص | الجمعة 17 ديسمبر 2021
بثبات واضح، وسعادة عارمة، وثقة بالنفس، ورزانة عقل، عبرت هاجر سعد، ابنة محافظة الدقهلية عن سعادتها الكبيرة، عقب ترتيلها القرآن الكريم في جلسة واحدة على مدى 10 ساعات فقط، فلم تتوقع صاحبة الـ 20 عاما إن قدرتها فاقت عدد الساعات المحددة لها، لتبدأ بالترتيل وسط ذهول الحضور لثباتها وإلمامها بالقواعد النحوية والنُطق السليم، حتى أتمت ترتيل 30 جزءا في 10 ساعات فقط، دون خطأ واحد.
وتصدر اسم «هاجر سعد» محركات البحث على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مهنئين ابنة الدقهلية على ما حققته من إنجاز أمام لجنة الشيوخ التي استمعت لها، ولترتيلها.
بصوت يملؤه الفرحة، والتباهي، سردت «هاجر» تفاصيل يوم شهد واحدا من أهم إنجازاتها في الحياة، مؤكدة أنها بدأت المسابقة بالفعل في الـ 8 صباحًا، لتنتهي من الترتيل أمام لجنة الحكام من الشيوخ في تمام الساعة الـ 5 وربع مساًء، لتبدأ بتلاوة سورة الضحى وحتى سورة الكهف، من 8 صباحًا، وحتى الواحدة ظهرًا، قبل أن تخرج لتناول الإفطار والعودة مُجددًا: «لحد العصر رتلت 7 أجزاء ونصف، ثم باقي أجزاء القرآن الكريم، حتى 5 وربع مساءً».
ربما تكريم الطالبة هاجر سعد، لم يكن وليد اللحظة، فهو حصاد ثمرة زرعها أبيها قديمًا، بعدما شجعها لحفظ القرآن الكريم منذ الصغر، قبل التمكن فيه، عند التحاقها بالتعليم الأزهري، و حتى كلية الدراسات الإسلامية: «بدأت حفظ القرآن الكريم من صغري، لكن على فترات متباعدة، وفي إعدادي بدأت الحفظ بانتظام، على يد الشيخ حسين مندور، حتى بعد دخولي الكلية».
متابعة: «في الثانوية العامة بدأت الحفظ بالتجويد، لكن في الكلية الأمر تم بإتقان شديد، على يد الشيخ حافظ محمود الصانع رحمه الله، معلم القرآن الكريم، وبتوجيه الشيخ وليد عيد».
تحكي طالبة الدراسات الإسلامية لـ «هُن» إن منزلها قائم على التشجيع على حفظ وتلاوة القرآن الكريم، بفضل والدها، وشقيقاتها: «والدي كان مؤذن بالأوقاف وحاليا بالمعاش، وكان مهتم إننا نحفظ القرآن الكريم، وتلاواته، أنا وأخواتي، خاصة أننا 4 بنات، إيمان، وسارة، وابرار، وأنا وشقيقنا محمد».
وأشارت «هاجر» لدور والدها معها، الذي كان بمثابة الجندي المجهور، بعدما ساعدها في الالتحاق بالتعليم الأزهري، مع متابعته لها وتشجيعه حتى وصولها لما هو عليه الآن.
وعن سر النجاح التي حققته «هاجر» أكدت إنه نتيجة تنظيمها للوقت جيدًا: «كل ده حصل على مدار ثلاث سنوات، وإني خصصت ورد قرآني ثابت كل يوم، حتي عمر ١٥ عام».
وعن جلسة ترتيلها القرآن الكريم، أكدت إنها كانت في يوم، يُسمى في قريتها باليوم القرآني ، داخل كفر الطويلة مركز شربين بمحافظة الدقهلية ، حيث يقوم فيه الطلاب بالسرد لكل ما تم حفظه من القرآن، أمام لجنة التحكيم ، وعلى رأسهم الشيخ خالد الطنطاوي أحمد ، والشيخ حسن عثمان الأزهري: «بدأت على الفور التسميع، وانتهيت في أقل من 10 ساعات، لكن كان فيه فواصل للصلاة ، والاستراحات، وتناول الطعام».
وأوضحت هاجر، انه تم تكريمها من قِبل لدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، فضلًا عن تواصل الأزهر الشريف معها لدخول مسابقة القرآن الكريم: «سعيدة باللي حصل، وبالتكريم، واللي اقدرت أوصله».