كتب: شيماء مختار -
11:29 م | الثلاثاء 23 نوفمبر 2021
لقبت بالمرأة الحديدية لما لاقته من تحديات وصعوبات فى تربية أبنائها من ذوي الهمم أصحاب حالات التوحد، واجهت رفض المجتمع والأهل لأولادها، والنفور غير المتوقع من الأب الذي تهرب من اهتمام ومراعاة فلذات كبده لمجرد أنهم يحتاجون لتعامل خاص، وألقى بكل المسؤوليات على الأم، متجهًا لنفسه ولحياته، مما أدى للانفصال رغبة من الأم لتوفير ظروف صحية واجتماعية أفضل للأبناء.
ريهام عبد الفتاح، 45 عامًا من محافظة أسيوط، وأم لطفلين «شريف وعلي»، أسست جمعية خاصة بذوي الهمم عام 2018 لمساعدة أطفال هذه الفئة في صنع مستقبل مشرق أمامهم، لكي يشعروا بحب الناس لهم وتقبلهم، بحسب حديثها لـ«الوطن»، وبهدف آخر نابع من حبها للأطفال، خاصة حالات ذوي الهمم مثل أبنائها، ولأنها تحب أن يبقوا دائمًا تحت نظرها دشنت جمعيتها.
تساعد «ريهام» أصدقاءها من الأمهات لأطفال من ذوي الهمم من خلال تجربتها وعيشها لنفس ظروفهم، إذ كانت تمثل كل شيء بالنسبة لأبنائها، بداية من إعطائهم الجلسات الخاصة بعدما تعلمتها بمساعدة المشرفين، وساعدها في ذلك زوجها الحالي الذي عوض الأبناء عن قسوة والدهم الحقيقى عليهم، كما أنها حصلت على دورة التأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة: «بقيت أعملهم كل حاجة بنفسي»، والأمر نفسه للأطفال المنضمين للجمعية، من حيث تعليمهم وتدريبهم على الألعاب والمذاكرة ودمجهم مع الأطفال الطبيعيين.
كان الابن الأكبر «شريف» والبالغ من العمر 21 عامًا بطلا في السباحة بأولمبياد 2019، والأصغر صاحب الـ15 عامًا بطلا فى لعبة البوتشي بنفس البطولة عام 2021، ومع تلك النجاحات تعرضت إلى فاجعة بوفاة الابن الأكبر، ومن قسوة الأب لم يحضر جنازة ابنه: «كان شاطر جدًا وحنين والناس بتحسدني عليه»، ولكن سرعان ما استفاقت من فجعتها، إذ تقدمت بطلب للمحافظة للحصول على مكان تمارس به نشاط الجمعية بتكاليف بسيطة لمساعدة الأهالي، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة المراكز الخاصة وممارسة الأنشطة بها، متمنية أن يتم توفيره من أجل ممارسة الأطفال للأنشطة والألعاب المناسبة لهم، بجانب عمل ندوات خاصة لهم.