رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

معاناة التونسية «غفران» بسبب بشرتها.. تعرضت لحادث عنصري وقصتها تحولت لفيلم

كتب: غادة شعبان -

01:44 م | الأربعاء 10 نوفمبر 2021

التونسية غفران بينوس

بشرتها الداكنة عرضتها لكثير من السخرية والتنمر، إذ ظلت أذنها منذ الطفولة، تسمع كلمات متهكمة على لونها وشكلها، حتى أصبحت شابة يافعة في أواخر العشرينات، إلا أنها وقفت تدافع باستماتة، وتكافح العنصرية، وتنادي بحقوق السوداوات، حتى أصبحت ناشطة في المجتمع المدني، وتحولت التونسية غفران بينوس، إلى أيقونة ناطقة تعبر عن حال صاحبات البشرة السمراء، لتصبح قصتها مصدر إلهام لصناع الأفلام الوثائقية، الذين وثقوا مسيرتها كامرأة تغلبت على قيود المجتمع، خلال فيلم «غفران» للمخرجة التونسية رجاء عماري، المشارك في فعاليات الدورة السابعة لأيام قرطاج السينمائية في السجون.

حكاية التونسية «غفران»

داخل إحدى السجون، عُرض الفيلم الوثائقي «غفران»، الذي يتناول حياة الشابة التونسية، التي كانت تعمل كمضيفة جوية، والمصنفة ضمن أشهر النسويات والمدافعات عن حقوق المرأة، بعدما اختارت اللجنة التي تتعامل مع مؤسسة المهرجان والسجون، عرض الفيلم بهدف مكافحة العنصرية والقضاء على التنمر، إذ تقول غفران بينوس لـ«الوطن»: «المساجين والسجينات من حقهم يشوفوا مهرجان كامل، وكوني من طبقة شعبية ليست غريبة عنهم، تم اختيار الفيلم الخاص بي لعرضه هناك، إذ يتعرض السجين لنوع من التنمر والنظرة الدونية، ورفض تام من المجتمع، لمجرد دخوله السجن، حتى لو لشهر واحد».

الجميع يرفضني ويبتعد عني

«الفيلم يتناول قصة حياتي من جميع الزوايا، علاقتي مع أصدقائي ووالدتي وعائلتي والجانب السياسي وحتى العاطفي لي»، بتلك العبارة كشفت التونسية غفران بينوس، الصراعات التي كانت تتعرض لها منذ الطفولة حتى الشباب، موضحة أنها كانت تواجه نعتا وتمييزا وتلاحقها كلمات التنمر والعنصرية، لمجرد أن لون بشرتها سوداء فقط، مثل «أمي مبتحمنيش علشان أنا سوداء»، تلك الجملة التي كانت لها أثرا كبيرا داخلها، إذ رفُضت من الأطفال والأساتذة والمدرسة، حتى العلاقات العاطفية.

مسافرة رفضت خدمتي كوني ذات بشرة سوداء

موقف عنصري صعب، تعرضت له غفران بينوس في بداية حياتها العملية، حينما كانت تعمل كمضيفة طيران على متن طائرة الخطوط التونسية خلال عام 2018، إذ رفضت راكبة على الطائرة التعامل معها لكونها ذات بشرة داكنة: «منذ طفولتي وأنا أحلم بأن أصبح مضيفة طيران، حتى أصبحت ثاني فتاة سوداء تعمل كمضيفة في تونس، لكن ذلك الحادث غير حياتي بأسرها، ومن هنا ظهر القانون الـ50 لمناهضة التمييز العنصري في تونس».

«غفران» ترشح للانتخابات: «لسه بنتعاير بلونا»

دخلت «غفران» بقوة عالم السياسة، حتى قررت خوض الاستحقاقات الانتخابية في تونس كمرشحة، للمطالبة بحق دخول وترشح السوداوات في تونس: «نعيش حالة من الاضطهاد، ورغم انتهاء الرق والعبودية، إلا أن البعض ينظر لنا على إننا عبيد، وما زال لدينا ألقاب عائلية للسود، حتى أنه ليس من حقنا التدرج في المناصب المهمة، بسبب لوننا».

وجهت الشابة التونسية، رسالة للفتيات اللواتي يعانين من الاضطهاد والعنصرية، خاصة في إفريقيا، قائلةً: «كلنا عانينا من العنصرية والرفض، لا تستسلموا وقاوموا من أجل حريتكن، وبنصح المتنمرين بضرورة تقبل اختلاف الآخرين، ما بفرض على أحد يحبني».