كتب: تقى أيمن -
03:12 م | الثلاثاء 02 نوفمبر 2021
لا يدع المراهقون فرصة، حتى يعبرون عن أنفسهم بـ«فكرة مطرقعة»، يرون خلالها أنهم يواكبون عصرهم، لكنها في أغلب تحمل خطرا لا يقدرونه، وسلسلة الدم، آخر تلك «التقاليع» المعتمدة كأفكار للهدايا الرومانسية، وهي عبارة عن قلادة تحمل أنبوب صغير، معبئ بدم من الولد أو البنت، يتبادلانها كنوع من أنواع الحب والرومانسية بين الأحباء أو المخطوبين.
تغير عادات المهاداة رصدها الدكتور وليد الهندي استشاري الصحة النفسية، مرجعا الأسباب إلى اختلاف خلق الذكريات المشتركة بين الأشخاص المتحابين: حبيب أو صديق أو زميل دراسة، مشيرا إلى أن الهدايا في الأزمنة الماضية، كانت عبارة عن ذكريات أو مواقف روحية أو معنوية، لكنها مع مرور الوقت أصبحت صورا ملتقطة يتم حفظها في ألبوم، إلى أن تطور العصر، واختلفت المفاهيم، وذابت الثقافات، وظهرت بعض التقاليع والعادات التي تتسم بعشوائية السلوك، مثل سلسلة الدم، كتعبير عن الحب والرومانسية.
تحمل الهدايا المتبادلة بين المتحابين نوعين من الأضرار الصحية والنفسية، إذ يقول الدكتور وليد هندي لـ«الوطن»، إن الشخص الذي سيحمل سلسلة الدم، أو يرتديها من الممكن أن يصاب بـ«الهيموفوبيا»، التي تُسمى «فوبيا الدم»، كما أن حاملها سيتملكه دائما الشعور بالقلق والخوف من أن ينفضح أمره، فيصاب بالانشغال العقلي الدائم، الذي من الممكن أن يمنعه عن تحقيق أهدافه.
وأضاف استشاري الصحة النفسية، إلى أنه في حال انتهاء العلاقة بين الشخصين، وظلت القلادة مع شخص بينهم، ستصيبه بالألم النفسي الشديد والإحباط، لافتا إلى أن من يؤيد مثل هذه السلوكيات أو يتابعها، ستساهم في إصابته بالخواء الروحي، وغياب القيم الروحية، فضلا عنها أنها تجعل الإنسان أكثر مادية، ويُفضل الأمور الملموسة.
عن أثر قلادة الدم على الصحة العامة، يقول الدكتور فايد عطية، الباحث في مجال الفيروسات والمناعة، إن هذه الأفكار الرومانسية، التي تحمل دم من كلا الشخصين، تُعد وسيلة سهلة لنقل الأمراض والعدوى والفيروسات بين الأشخاص.
ويوضح عطية، في تصريحات لـ«الوطن»، أن هناك فيروسات ينقلها الدم عن طريق اللمس أو الجراحة أو الحقن أو الاحتكاك أو الاستنشاق بشكل مباشر أو غير مباشر، من بينها فيروسات الكبد، لأن الدم يحتاج إلى أدوات حفظ معينة، وإذا مر عليه أكثر من نصف ساعة يُفسد، مشددا على أن التعامل مع مثل هذه الأفكار بتهاون، يُعد إجرامًا، ويجب أن تحرمه الدولة، وتضع قانونًا للحد من انتشار هذه الأفكار الخطيرة.