انتظرت قدومه بفارغ الصبر، ظلت تتخيل ملامحه، تختار اسمه مع زوجها وتعد العدة لاستقباله، حتى حان وقت قدومه على الدنيا ليخرج من عالمه الصغير داخل جوف رحم والدته الذي عاش به 9 أشهر بمفرده، لعالم الحياة المليئ بالصخب، لتكون المفاجأة في انتظار السيدة الخمسينية «أم الخير عبده محمد»، التي تعيش في مدينة ومركز كفر صقر، بمحافظة الشرقية، وتعمل في إحدى عيادات أطباء العيون، حين ولد طفلها «نور علاء محمد» بتشوه خلقي يُعرف باسم «الشفة الأرنبية».

ويعد مرض «الشفة الأرنبية» أحد الأنواع المتعددة للتشوه الخلقي الناجم عن النمو غير الطبيعي في وجه الأطفال أثناء فترة الحمل، ما يجعل هناك خللا وعدم اكتمالا في البنية الطبيعية للجسم.

«نور مولود بالشفة الأرنبية، عنده ضمور في الفك العلوى وعمل 4 عمليات»، عبارة بدأت من خلالها السيدة الخمسينية، حديثها لـ«الوطن»، شارحة حالة ابنها «نور» صاحب الـ16 عاما، ويعاني من تشوه خلقي في الفم.

منذ ولادة «نور»، وهو يخضع لعمليات جراحية دقيقة حتى يستطع العيش كباقي الأطفال حياة طبيعية خالية من الآلم: «اللثة مش موجودة وعنده ثقب في سقف الحلق، وكان بيموت مني كل يوم، لا كان قادر ياكل ولا يشرب ولا يعيش زي اللي في سنه، عمل عملية لغلق سقف الحلق».

حياة على القد وأقساط زواج

السيدة الخمسينية لا تقوى على تحمل أعباء ومصاريف علاج ابنها المريض، خاصة بعد وفاة زوجها قبل سنوات، وتعيش في شقة بالإيجار وتتقاضى مبلغا ماليا بسيطا من عملها في إحدى عيادات أطباء العيون، لا تكفي للمعيشة: «عليا 30 ألف جنيه بسبب تجهيز بنتي، والمعاش مبيكفيش».

«أم الخير» تستغيث لعلاج ابنها المريض

تستغيث السيدة «أم الخير» بالمسؤولين لعلاج ابنها المريض الذي يحتاج لإجراء عملية جراحية دقيقة، تبلغ تكلفتها 50 ألف جنيه، لتركيب جهاز تقويم في العظم، لضم اللثة ومساواة الفك العلوى بالسفلي نحو 4 سنتيمترات: «التأمين الصحي تكفل بنصف المبلغ والباقي مش عارفة اجيبه منين، والحال على القد».