كعادتها يوميا، تذهب الطالبة مروة السيد إلى الجامعة، وما أن ينتهي اليوم الدراسي، حتى تذهب سريعا إلى المحطة، لاستقلال قطارها المتجه إلى بلدتها كوم حماده بمحافظة البحيرة، في رحلة لا تفعل فيها شيئا إلا الحديث مع صديقاتها تارة، وتارة أخرى تتصفح هاتفها أو دروسها في الجامعة، لكن في ذلك اليوم تغيرت حياتها، وربما للأبد، بعد أن فقدت إحدى عينيها، بسبب شاب غير مسؤول، قذف نافذة القطار بحجر، وحطمه لتتطاير إحدى الشظيات وتخترق عينها.

مروة السيد، الطالبة بالفرقة الأولى، بكلية التجارة بجامعة دمنهور، كانت كل جريمتها أنها خرجت من منزلها لتلقي العلم في الجامعة، حيث خرجت صباح يوم الحادث المأساوي، متجهة إلى جامعة دمنهور، وقضت يومها في تلقي المحاضرات، وبعد انتهاء اليوم الدراسي، استقلت القطار المتجه إلى المناشي، وأثناء توقفه في المحطة التي تنتظرها للنزول فيها، وهي محطة قطار «كوم حماده»، تعرضت إلى الحادث.

مجهول يلقي حجرا على نافذة القطار

وعند توقف القطار بمحطة وصول الفتاة، قام شخص مجهول بإلقاء حجر على زجاج النافذة، ما تسبب في كسر الزجاج بالكامل، واستقرت إحدى شظايا الزجاج المتناثرة في العين اليسرى للفتاة، وبدأت عين الفتاة تنزف بغزارة حتى غابت عن الوعي، وتوجه أهل الطالبة إلى مستشفى كوم حمادة، ولكن لم يتمكن الأطباء من إسعاف الحالة، فقام أهل الفتاة بنقلها إلى مستشفى طنطا، لتدخل الفتاة غرفة العمليات لمدة خمس ساعات، ليخرج الأطباء من غرفة العمليات، ويبلغوا أهلها بأنها فقدت العين اليسري.

شقيق مروة يطالب بضبط الجاني

محمود السيد، شقيق الفتاة، أثناء حديثه مع «الوطن»، قال إنه نشر مأساة شقيقته عبر حسابه الخاص على «فيس بوك»، وقد تفاعل العديد من أهالي البحيرة مع المنشور، معلقين بأنها ليست الأولى من نوعها، وتتكرر بشكل مستمر، وقيام الأطفال في بعض المناطق على جانبي السكة الحديد، بإلقاء الحجارة أثناء سير القطار، مختتما حديثه بمطالبة رجال الأمن داخل محافظة البحيرة بسرعة ضبط الجاني وتقديمه للعدالة.