على عربة داخل منطقة السيدة زينب، تقف «فايزة محمد»، ابنة الـ 28 عامًا، لتنظف حلويات اللحوم، «فشة وكرشة وممبار، ولحمة رأس وكوارع»، رحلة طويلة من تنظيفها وتطهيرها لتقطيعها وسلقها، بتتبيلتها الخاصة حتى طهيها على النار، وسط رائحتها التي تتشبع بها منطقة السيدة زينب بأكملها، لايهمها المنافسين، ولا تنظر لكلمات الإحباط والتنمر على جنسها لكونها أنثى، تقف كما يقف رجال المهنة، لا تهاب النار أو حتى مايدور حولها، تغلق آذنيها وتستمتع بما تفعله، حتى لقبها جيرانها بـ «بنت السيدة».

مهنتي ورجعتلها من تاني بمحل بتاعي 

ثلاثة أعوام من التوقف بعدما بدأت «فايزة» العمل في محل والدها على العربة في 2014، وحتى 2017، قبل أن تقرر ترك المهنة رغم معرفة الجيران والزبائن لها: «اشتغلت 3 سنين، اقطع واشفي، واتبل واسلق واحمر، وأعمل أحلى وأنضف حلويات لحوم، وبعدها سبتها لما جالي شغل تاني، لكن رجعتلها أهو».

3 سنوات من الاغتراب من المهنة التي ورثتها عن عائلتها، للعودة مُجددًا بمحل خاص بها: «أهلي كلهم جزارين، ودلوقتي راجعة بالمحل بتاعي، ماما وبابا بيساعدوني، في كل حاجة ومشجعني، أحنا 4 بنات، بس البنت زي الولد». 

كنت شغالة في نادي بيراميدز

خبرة طويلة اكتسبتها الفتاة في مجال الدعايا والتسويق، عقب دراستها أسس التجارة، دفعتها للعمل فترة طويلة بنادي بيراميدز: «كنت شغالة في التسويق والدعايا، وماسكة بعض الشغل ليهم، وكان لعيبة كتير بتيجي برده تاكل من عندي، اشتغلت كتير جدا في مجالات كتير قبل ما ارجع لمهنتي تاني». 

مفيش مضايقات بتعرضلها

التعرض للمضايقات والتحرش أمر لم يمر على الفتاة، التي تعيش وسط سُكان منطقتها: «الكل هنا عارفني وعارف أهلي، ودي منطقتي استحالة اتضايق فيها».