رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

ماتسبيش نفسك لاكتئاب المعاش.. احذري 7 علامات واعرفي العلاج

كتب: هبة سعيد -

04:00 ص | السبت 09 أكتوبر 2021

اكتئاب المعاش

«أمتى نقعد من الشغل ونخلص من همه»، مَن لا ينطق هذه الجملة تفصيلا أو تعبيرا يوميا أكثر من مرة، فهي الشغل الشاغل طوال مدة سعيك هنا وهنا بحثًا عن معيشة مناسبة، والتي فرضت على السيدات أيضًا المشاركة لضمان استمرارية بيوتهن وحياة أولادهن دون نقص، وعدد كبير من السيدات تعودن على الحياة المهنية، وتحقيق أنفسهن، والقيام بالأنشطة المختلفة خلال يومهن، وبعد ارتباطهن بشغلهن يتحول بهن المسار عند عمر الـ60 إلى التقاعد فى المنزل، وترك الحياة التى تعودن عليها، على الرغم من أن بعضهن يكون على صحة جيدة، فيكون ذلك التغيير أكثر وطأة على نفسيتهن، ومع مرور الوقت لا تستطع بعض النساء العاملات تخطى تلك المرحلة، ويزيد حنينهن إلى العمل وحياتهن القديمة قبل المعاش بشكل كبير.

«سعاد»: كنت فاكرة أما أبعد عن الشغل هرتاح

«كنت فاكرة لما أقعد من الشغل هرتاح»، عبارة ترددها «سعاد» عقب استيقاظها، بعد أن كانت تفيق كل يوم فى الساعة السادسة صباحًا، تقوم بالوضوء وتصلى فرض الصباح، تذهب إلى مطبخها لتحضير مائدة الفطور، وتجميع الأسرة لتناول الطعام، والحديث معهم حول ما سوف يقمن به كل منهم خلال اليوم، وإذا ينقطع الحديث بجملة «أنا أتأخرت على الشغل»، يفر كل منهم إلى عمله، وأولهم «سعاد» التى تحب عملها وترتبط به ارتباطا وطيدا.

السيدة سعاد أمين، إحدى النساء التى وجدت المعاناة النفسية بعد بلوغها المعاش، حيث كانت تعمل فى القطاع التعليمى منذ 30 سنة، تبلغ من العمر 63 عامًا، لديها 5 أولاد، «أسماء، سارة، محمد، عمر، مريم»، تتراوح أعمارهم بين الـ23 والـ33 عامًا، كانت «سعاد» متعلقة بعملها بشكل كبير، ولا تستطيع العيش بدونه، فهو الحافز النفسى لها، والمادى، وبعد بلوغها المعاش تتعرض لمعاناة نفسية، تشعرها بالحزن الدائم التى لا تستطع التغلب عليه، تقول «سعاد»، «كنت فاكرة أنه لما أبعد عن الشغل هرتاح، الموضوع طلع سىء جدًا، أنك تكون مرتبط بشغل لسنين وفجأة تنفصل عنه».

ابنة سعاد بعد طلوعها على المعاش: مبقتش حاجة تبسطها

ولا تؤثر تلك المشكلة على السيدة «سعاد» فقط، بل على أولادها أيضًا، يلاحظ أولادها فقدان شغف والدتهم تجاه الحياة، فلا تقم بالأنشطة المنزلية بشغف كما تعودوا أن تفعل، يحاولون أخذ والدتهم والسفر بها إلى أماكن مختلفة، للتغيير من نفسيتها ومساعدتها على الخروج من حالتها، ولكنهم يعودون إلى منزلهم فى النهاية دون جدوى.

تقول «سارة» ابنة السيدة سعاد «ماما الحمدلله صحتها كويسة، حاولنا نفكر فى مشروع بس هى رفضت، هى كانت مرتبطة بنظام مهنى معين، نفسنا نشوفها مبسوطة».

«نادرة» تفكر في الذهاب لطبيب نفسي قبل سن المعاش: بأهّل نفسي

المعاناة من المعاش ليست بعد بلوغ سن المعاش فقط، فللسيدات المقبلات على سن التقاعد نصيب أيضًا، تروى «نادرة أحمد»، إحدى السيدات اللاتى تعرضن لتلك المشكلة قائلة: «عندى 53 سنة، ولما بفتكر أنى قربت على الـ60، بتعب نفسيًا، وبكون مش عارفة أركز في حياتى، فكرت أروح لدكتور نفسى، علشان خايفة الموضوع يتطور»، فالتفكير في فرض ترك المهنة، أمر يؤثر بالسلب على حياة «نادرة»، ويجعلها مشتتة بأمورها الحياتية، وتوصلها تلك السلبية في الرغبة في الذهاب لطبيب نفسى خوفًا من تطور ذلك التأثير.

توقف الطمث يزيد من اكتئاب سن التقاعد

الطمث سبب أولى لعلامات الاكتئاب مع تقدم السن، فلا تنقصر علاماته فى حالة التقاعد من الشغل فقط، مؤكدًا على ذلك الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالمستشفيات العسكرية لـ«هن»، بأنه قبل سن بلوغ المعاش، تتعرض السيدات لانقطاع الطمث، وبالتالى تظهر عليها أعراض جانبية ومن ضمنها الاكتئاب.

ويتابع «فرويز» بالنسبة فى حالة التقاعد فتؤثر على كثير من السيدات، وذلك لإحساسهن بفقدان اللذة الذاتية بفقدان الوظيفة، شعور الإحساس بالذات من الأمور المهمة عند السيدات، هبوط فى المرتب عن ما قبل التقاعد، كانت الحياة سابقًا مقسم الوقت بين المنزل والشغل والأسرة، واذا فجأة يصبح الوقت الذى كان يملأه الشغل فارغًا، حيث كانت تحرص على شراء الكثير من الملابس من أجل وظيفتها وحياتها، فيصبح شرائها للملابس ليس بالقيمة القديمة، فيحول كل ذلك من امرأة كانت مملؤة بالطاقة الإيجابية إلى سيدة لا تريد الحياة.

7 علامات الإصابة باكتئاب المعاش

ويوضح أخصائى النفسى، علامات ظهور الاكتئاب على السيدات المقاعدات عن العمل وتتمثل فى النقاط التالية:

- فقدان لذة التعامل مع الناس وموظفين

- فقدان حسة الذات

- العصبية على أتفه الأمور

- اضطراب فى النوم

- فقدان الشهية

- اضطراب فى التركيز

- أفكار سيئة

نصائح للأسرة لمساعدة السيدات فى التغلب على اكتئاب المعاش

وينصح الاخصائى الزوج، والأولاد والمجتمع المحيط بالسيدات اللاتى تقبلن على بلوغ المعاش، أو بلغته بالفعل بدعمهن نفسيًا ومعنويًا، وإعطائها شعور بأنها الأفضل دائمًا من خلال تكرار الكلمات الموجهة إليها «أنت تقدرى تطورى من نفسك وتعملى شغل تانى لوحدك»، واقتراح عمل بدائل فى المنزل، تعوضها عن وقت الشغل، وكذلك تعود عليها بعائد مادى.

ويتابع الطبيب بأنه تختلف حالة السيدة التى لديها أسرة وزوج وأطفال، عن حالة السيدة التى تعيش لوحدها، فالأولى تنشغل بين أنشطة المنزل المختلفة ومتطلبات الأبناء والزوج، والأخرى تصبح ملقاة بين جدران المنزل وتلك معرضة للاكتئاب بشكل أكبر وتكون تلك الحالات هى التى تذهب إلى العيادة بشكل أكبر، فقبل بلوغهن المعاش تكن قلقات بتلك المسألة، مضيفًا بأنه عند حدوث مضاعفات وتطور حالات الاكتئاب ينصح بزيارة أخصائى نفسي.