كتب: غادة شعبان -
03:44 م | الأحد 03 أكتوبر 2021
لم تقم بمهامها على أكمل وجه ولم تحترم المهنة السامية التي تعمل بها في مجال التمريض، فبدلًا من أن تحاول التخفيف من آلام المرضى ورعاية شؤونهم، تحولت لذئب ينهش فيهم، إذ أنهت الممرضة أيومي كوبوكي، 34 عامًا، حياة 3 مرضى في مستشفى أوغوتشي بمحافظة كاناغاوا بالقرب من طوكيو، من خلال حقن مادة مطهرة في سوائل وريدية.
قامت ملاك الرحمة كما كان يُطلق عليها قبل الجرائم التي اقترفتها بحق 3 من المرضى الذين قُتلوا إثر التسمم، بالكثير من الأعمال التي تقشعر لها الأبدان، فكانت تقوم باتباع خطة محكمة بأوقات تواجدها خارج الدوام في المستشفى حتى لا تتعرض للمسائلة أمام أسر وعائلات المرضى، وتبقى في موضع شك وتتعرض للتحقيق، وفق موقع«اليابان بالعربي».
بعد وفاة 3 من المرضى بالطريقة ذاتها، بدأت أصابع الاتهام تتوجه للممرضة التي تجردت من مشاعر الإنسانية وتخلت عن مهام المهنة السامية التي تعمل بها، وما أن ثارت الشكوك حولها واتجهت أصابع الاتهام إليها، تم فتح تحقيق معها وهنا كانت المفاجأة الكبرى، إذ اعترفت بجريمتها، موضحة ملابساتها وإنها كانت تستهدف الأشخاص الذين هم في حالات صحية حرجة، ولم يكن يعلم البعض بأنها قتلت غيرهم فلم يكتشفوا مؤخرا سوى الـ3 مرضى التي لم تكن حالتهم الصحية خطرة كما أدعت.
وكان من بين المرضى الذين توفوا إثر القتل على يد الممرضة، مريض يدعى نوبو ياماكي، 88 عاما، وهنا بدأت إحدى الممرضات المتواجدات داخل المستشفى ملاحظة وجود فقاقيع هواء داخل كيس المحلول الوردي له، ما يعني بأنه تعرض للقتل، إذ تعد مؤشرا على احتمالية قيام شخص ما بالعبث في محتويات الكيس.
بعد الشك في كيفية وفاة الرجل الثمانيني تم فحص وتشريح جثته، وكانت المفاجأة أن دم المتوفي كان يحتوي على نسبة عالية من محلول مطهر، وبإجراء تحليل على مريض آخر كان يشترك في الغرفة مع «ياماكي» عثر في دمه أيضا على محلول مطهر.
وبدأت الشرطة في تحقيقاتها داخل المستشفى، وعثرت على 10 أكياس محاليل وردية ملوثة بمحلول مطهر داخل استراحة الممرضات بالمستشفى.
أجرت الشرطة فحصا لملابس الممرضات، وبالفعل وجدوا دلائل على الجريمة، والتي كانت في زي الممرضة أيومي كوبوكي، والذي احتوى على آثار المحلول المطهر الذي استخدمته لتسميم المرضى.
وبعد مرور أكثر من 5 سنوات على الجرائم التي ارتكبتها الممرضة عام 2016، وقفت أمام جهات التحقيق في جلسة الجمعة الماضية، وقال ممثلو الادعاء الذين يدافعون عنها، إنها ارتكبت هذه الأفعال خوفا من توبيخها من قبل العائلات إذا مات ذويهم المرضى أثناء مناوبتها، وقام المدعي العام لمدينة يوكوهاما باحتجازها لإجراء فحوصات نفسية، وخلص إلى أنها تتمتع بكفاءة عقلية كافية لتحملها المسؤولية عن الجرائم.
