كتب: أحمد الأمير -
06:16 ص | الثلاثاء 28 سبتمبر 2021
قد يترك زواج المرأة مرة ثانية بعد طلاقها أو فقدانها زوجها نوعًا من الإحراج في نفسها، وأحيانًا يكون الأمر ثقيلًا لدى أبنائها أو معارفها، وعندما تريد أن تتحكم هي في مصيرها وتمارس حقها الطبيعي في الحياة تصبح في مواجهة التقاليد والتابوهات التي تحمل طابع التوبيخ والوقوف أمام الحق في اختيارها.
ويبدو أن الحق في الزواج لا يسير وفق هذه التابوهات، فقد أطلت سيدة تبلغ من العمر 58 من عمرها وتدعى سحر، ممسكة بباقة ورد وترتدي فستان زفافها بعد عقد قرانها وبجانبها أسرتها الصغيرة المكونة من ثلاثة أبناء أصغرهم يبلغ من العمر 24 عامًا ويشاركونها سعادتها بالزواج من رجل اختارته بعد طلاقها من أبيهم قبل سنوات.
التصالح مع حق الأم في الزواج ومشاركتها لحظات السعادة كان عنوان مجموعة من الصور شاركها «زياد خليل» الابن الأصغر، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأثارت إعجاب آلاف الأشخاص وشاركوا الصور على نطاق واسع، معتبرين أن المشهد مثالي ومعبر عن وعي الأبناء بحق والدتهم في الاختيار.
يكشف زياد خليل، نجل السيدة سحر، تفاصيل مشاركته هو وإخوته عقد قران والدتهم، مؤكدًا أنهم ثلاثة أخوة وهو أصغرهم، أما والدتهم فقد تقدم لها أحد الأشخاص وطلب يدها للزواج وأبدت موافقتها ورضاها، خاصة أنها رأت هذا الشخص مناسبا ليكون زوجها، وكانت السعادة تغمرها حينما تحدثت معنا في هذا الأمر ولم يكن لدينا اعتراض فتلك حياتها الخاصة: «طالما هي مبسوطة إحنا هندعمها في قرارها».
ويضيف الابن خلال حديثه لـ«الوطن»: «والدتي تحرص على تربيتنا منذ الصغر على تقدير الحق في الاختيار وحب الخير لبعضنا البعض، وأنا على سبيل المثال لا أريد أن أرى أمي حزينة ولأن الأمر في صالح سعادتها لم يكن لدي اعتراض على زواجها بعد الطلاق من والدي».
ويرى الشاب الذي يعمل في مجال الدعايا والإعلان، أن هناك ضغوطا تتعرض لها النساء تخص حقوقهن في الزواج، الأمر الذي دفع إحداهن للتواصل معه بعد نشره صور زفاف والدته وتساءلت عن سبب سعادته وتصالحه الشخصي مع الأمر لأنها ترفض دخول والدتها في علاقة بعد طلاقها، موضحًا أن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا التعقيد، وطالبها بتركها وشأنها وتحديد مصيرها.
يختتم زياد: «والدتي تعرفت على عريسها عن طريق بعض معارفها، والزواج تم في أجواء سعيدة بحضور الأهل والأقارب من الطرفين وأصدقاء والدتي وأنا وإخوتي، وبمجرد مشاركتي الصور التي جمعتني وإخوتي بوالدتنا وجدت ترحيبا كبيرا من الجميع، وتواصلت هي أيضًا معي وأبدت سعادتها: «قالتلي أنا مبسوطة عشان انت مبسوط» وأخبرتها بأن هذا حقها في الحياة.