رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

التنمر بـ«سيد» بعد احتفاله بعيد ميلاد ابنته بـ40 جنيها: اتذليت ومش لاقي شغل

كتب: آية أشرف -

11:59 ص | الخميس 23 سبتمبر 2021

تعبيرية

طاولة من البلاستيك تنتصفها صينية متوسطة الحجم، تحوي 8 قطع من كيك الشيكولاتة والكريمة الجاهز، متراصة بشكل دائري كأشعة الشمس، حول شمعة صغيرة مشتعلة، يجاورها زجاجة مياه غازية، وبعض الأكواب الفارغة، وحوله أصوات تردد بسعادة غامرة: «يلا حالا بالا بالا هنوا أبو الفصاد، هيكون عيد ميلاده الليلة أسعد الأعياد».

على قد لحافك احتفل

عيد ميلاد بسيط المكونات، لكنه عظيم بمشاعر الأبوة التي أضفت الدفء والحنان على أجواء الغرفة المتواضعة، إذ رفض الأب أن يمر العام الخامس لأصغر بناته «كارمن»، دون أن يحتفل بتلك المناسبة المهمة، رغم الظروف المادية الصعبة التي يمر بها، إلا أنه تدبر على خطى المثل الشعبي «على قد لحافك»، ولم يكلف الحفلة أكثر من 40 جنيها فقط.

تنمر وصرخة مجروحة 

لم يكن حفل عيد الميلاد، كافيا بالنسبة لـ«سيد طه»، 37 عاما، من محافظة الشرقية، إذ قرر تصوير الحفل، ونشره في إحدى الصفحات، مطالبا المتابعين بتهنئة ابنته، لكي يقرأ لها التعليقات، لكنه لم يتوقع أن التفاعل سيتضمن لغة سلبية، إذ حملت بعض التعليقات نوعا من التنمر والانتقاد، ليخرج الأب المكلوم عن صمته، مؤكدا أنه لا يملك من المال أكثر مما فعله، نظرا لظروفه السيئة.

شغل لا يعادل الشهادات 

أشهر من العطلة والظلم، عاشها صاحب الـ37 عاما، بعد سنوات من الشقى والعمل، لم يجن منها شيئا: «أنا معايا معهد سنتين، وبعدها كملت وبقى معايا ليسانس آداب بنظام التعليم المفتوح، وخدت دبلومة حاسب الي، عشان أعرف ألاقي وظيفة».

سنوات من المحاولات دون فائدة، حتى قرر الارتضاء بأي وظيفة تمنحه المال، لمساعدته في تكوين أسرة: «من وأنا عندي 21 سنة بجري في أي شغلانة، اشتغلت في الأمن وسكرتير، وفي شركة مقطورات 11 سنة».

أنا اتذليت

معاملة سيئة تحملها والد الأطفال الثلاثة، انتهت بطرده من وظيفته خلال أزمة فيروس كورونا، عقب 11 عاما من العمل المتواصل: «كل أنواع الذل في الراتب والمعاملة استحملتهم، عشان أكل العيش في آخر شغلانة ليا، 7 سنين كاملين ذل فيا وتقليل مني، لحد ما مشوني من الشركة، ومضوني أني أخدت حقوقي»، وفقا لما ذكره لـ«هن».

رفض وانهيار نفسي

رحلة بحث يخوضها «سيد» منذ أشهر، تزيد مراراتها صرخات 3 أطفال الثلاث، أكبرهم لا يتعد عمره 9 سنوات: «عندي 3 عيال وعليا ديون، وفي عز أزمة كورونا بدور على شغل، وبعد شهرين و20 يوم رحت القاهرة في مسترد أشتغل سكرتير في مدرسة خاصة، لكن لما تعبت قالولي إحنا مستغنين عنك في آخر يونيو اللي فات»، قبل أن يجري مقابلة عمل أخرى منذ عدة أيام، داخل شركة في مصر الجديدة، انتهت بالرفض، ما أدى إلى إصابته بانهيار نفسي، حاول التغلب عليه بالاحتفال بابنته.

فرحة الابنة وبكاء الأب

«كان عيد ميلاد كارمن الصغيرة، ومش معايا فلوس، بس عاوز أفرحها، جبت علبة كيكة شيكولاتة بـ15 جنيه، وعلبة تانية بـ10 جنيه، ومياه غازية بـ10 جنيه، وشمعة، وعملت مفاجأة»، فرحة كبيرة مليئة بالرضا من الطفلة، قابلها بكاء الأب: «نفسي أعمل أكتر من كده، بس مفيش، نفسي أنزل شغل، عاوز أربي ولادي».