«ضحية مطاوع حسن» اسمها، وأصبحت ضحية، تحولت معيشتها إلى جحيم، حياة لم تكن تتخيل لنفسها أو أبنائها، أن تكون جليسة الشارع تتجول بين البيوت باحثة عن مأوى، أو ظل شجرة تستظل به مع أطفالها الثلاثة، ينامون على حافة الخطر بجانب قضبان القطار، معرضون للموت في كل عبور له، يقف وراء كل زوج أدمن المخدرات، طردها من بيتها بعد أن أنسته واجبه تجاه زوجته وأطفاله ليحرمهم من المعيشة الآمنة، إنها السيدة «ضحية مطاوع حسن إبراهيم»، وأطفالها الثلاثة، الذي انطبق اسمها على حياتها الشاقة التي عاشت فيها ضحية زوجها، الذي ترك أسرته في الشارع بمركز نجع حمادي في رحلة البحث عن مأوى.

تروي الأم قصة طردها من منزل الزوجية بعدما بدأ زوجها في تعاطي المخدرات، لترى كل أنواع التعذيب والإهانة، لترتجف بناتها خوفًا من صياح الأب الذي سيطرت المخدرات على عقله ففقد القدرة على التمييز والإدراك.

نوبة بكاء دخل فيها أطفالها بعدما شاهدوا لحظات تعذيب والدتهما على يد والدهما، واختبأ الأطفال خوفا من الاعتداء عليهما بالضرب كما يفعل الأب مع والدتهما، فقدت الأسرة كل معاني الارتباط والمودة ولم يبقى سوى التعذيب فقط.

خرجت الأم تتجول في الشوارع بعدما طردها زوجها مع أطفالها الثلاثة لتجد نفسها في مركز الفشن محافظة بني سويف، حتى تنام هى وأطفالها 10 أيام على شريط القطار في رحلتها للبحث عن مكان لحماية أطفالها من النوم في الشارع.

كان خالد شعبان مؤسس جروب «أولادنا هما حياتنا» المعنية بإنقاذ الأطفال، حرص على التواصل مع المكتب الإعلامي بمحافظة قنا والوصول إلى وكيل وزارة التضامن الاجتماعي في المحافظة لتوفير مكان آمن للأم وأبنائها يحميهم من النوم في الشارع، قائلا أثناء حديثه لـ «هُن»: «الست دي أول لما عرفت قصتها تدخلت لإنقاذها هي وبناتها لتوفير مكان آمن لها وهي وأطفالها وحاليا تم نقلها دار استضافة المرأة ببني سويف».