رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حماة «دينا» غير كل الحموات.. جوزتها بعد وفاة ابنها وعيشتهم في شقته: «سهلت حياتهم»

كتب: آية المليجى -

03:21 م | السبت 17 يوليو 2021

حماة دينا سعيد

صورة ذهنية راسخة عن التصرفات المزعجة التي تصدر عن «الحموات» تجاه معاملتهن لزوجة الابن، لكن حكاية «دينا سعيد» مع حماتها، جاءت لتكسر الصورة النمطية، مجسدة علاقة أشبه بالحب الفطري بين الأم وابنتها، فالعلاقة بينهما زادت قوتها وجمالها خاصة بعد وفاة الزوج، لترتدي الحماة ثوب الأمومة وتصر على زواج أرملة ابنها لبدء حياتها من جديد برعايتها وحنانها.

على طريقة «الصالونات» جاء زواج «دينا» من زوجها الأول، في العام 2005 وعلى مدار 3 أعوام كاملة كان الاحترام والحب سائدا بينهما وهي ذاتها الصورة التي تعاملت بها مع حماتها، التي عرفت بـ«الست الحقانية» لكن ظل ابنها بمثابة «حتة من الجنة»: «هو كان بار بيها جدًا وكان حتة من الجنة». 

ظلت الحياة تسير في وتيرة طبيعية، ولم ترى «دينا» من حماتها سوى الخير، لكن يشاء القدر أن يتوفى الزوج بعدما أصيب بنزلة برد حادة «جاله دور برد ودخل المستشفى 3 أيام وتوفى»، ساد الحزن بين أفراد الأسرة وانتابت الأم حالة من الصدمة الشديدة لفقدان ابنها. 

توشحت «دينا» بالسواد والتزمت منزلها برفقة رضيعها، الذي اقترب عمره وقتها من العامين، اكتفت وقتها بزيارة حماتها كل فترة وأخرى لإشباعها من رؤية حفيدها، فهو الرابط الوحيد بينهما خاصة بعدما قلت أواصر الود بينهما قليلًا «بسبب صدمتها في موت ابنها قعدنا فترة علاقتنا كان فيها تخبط.. يدوب بروح كل فترة بزورها عشان تشوف عمر ابني». 

تماسكت الأم من جديد وأزاحت عن نفسها حالة الحزن الشديد، لتعاود علاقتها الطيبة بأرملة ابنها «لما بدأت تفوق شوية جت وباست على دماغي في بيت أهلي ورجعت علاقتنا تاني أقوى من الأول»، مواقف كثيرة رأتها «دينا» من حماتها، فظلت تساندها حين ذهبت لعمل جديد «كانت دايمًا تشجعني وتقويني كإنها أمي».

وبعد عامين من وفاة الزوج، ظلت حماة «دينا» تلح عليها بالزواج من جديد والعيش لحياتها، فهي الزوجة المترملة في شبابها، كثيرًا ما أغلقت «دينا» الحديث في هذا الأمر، حتى فوجئت بتقدم أحد زملائها بالزواج، الأمر الذي أخذته على سبيل الهزار مع حماتها حين عرضت عليها الأمر «لقتها بتتكلم بجد معايا.. وقالتلي إني فعلًا لازم أتجوز».

وبعد فترة من المحاولات لإقناع «دينا» بالزواج، خاصة بعدما ذاقت مرارة الوحدة ظلت تفكر في الأمر بجدية، لتفاجأ بطلب حماتها لرؤية الشخص المتقدم لها «قالتلي خليه يجي يقابلني.. وفعلًا راحلها وقالتله إنها موافقة على جوازنا.. وكانت فرحانة جدًا لينا».

تجسدت مشاعر الفرح والمساعدة من حماة «دينا» حين عرضت عليها العيش في منزل ابنها المتوفى «كنا هنأجر شقة.. لكننا تفاجأنا إنها بتقولنا أنتم هتتجوزوا في شقة ابني عشان توفر علينا الفلوس». تزايدت أواصر الود بين «دينا» وحماتها بعدما حرصت على التواجد دائما مع زوجها الجديد في المناسبات العائلية «كنت بروحلها أنا وجوزي في الأعياد والمناسبات ولازم نتجمع كلنا.. لما كانت بتشوفه كانت تاخده بالحضن وتقوله كأن ابني اللي داخل عليا». 

وعلى مدار 7 أعوام كاملة، كانت حماة «دينا» سابقًا بمثابة أم حقيقية لها، حرصت على مساعدتها وراحتها «حتى لما خلفت من جوزي التاني جت قعدت معايا في الشقة ساعدتني.. كانت بتعملي الأكل وتجهزلي حاجات ليا»، ظلت المعاملة الطيبة متبادلة بينهما لتكسر الصورة النمطية الراسخة عن «الحموات» حتى وفاتها في العام الماضي ويتجدد الحزن في قلب السيدة الأربعينية التي شعرت كأنها فقدت والدتها.