رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكايات «علي» رفيق رحلة المرض مع طفله: «بقينا صحاب مابنعرفش نفارق بعض»

كتب: منة الصياد -

06:35 ص | الإثنين 21 يونيو 2021

الطفل أحمد ووالده

هو حجر أساس الأسرة وعمودها الفقري الذي تستند عليه فقرات وأجزاء المنزل الأخرى كافة، والمسؤول الكبير عن تحمُّل أعباء الحياة أمام الزوجة والأبناء، فضلا عن المتاعب المستمرة، والابتلاءات التي تكشف قوة تحمُّل الأب وصبره، وهذا ما جسّده علي رمضان، الزوج الثلاثيني، الذى تغيرت معالم حياته بعدما عرف بمرض طفله النادر صاحب الـ5 أعوام.

رحلة صعبة بدأها الأب الثلاثيني مع طفله «أحمد»، الذي اكتشفت إصابته بمرض نادر في عُمر الـ6 أشهر، بعدما لاحظت الأسرة كبر حجم جمجمة الصغير عن المعتاد، ومن هنا بدأ الأب خوض معارك لا حصر لها لمساندة ابنه وإنقاذه من المعاناة، فأصبح هو الداعم الأول له، وصاحبه الوحيد والمقرب، رغم فارق العُمر بينهما.

إصابة «أحمد» بنقص في الإنزيم التعويضي لبناء الجسم، المعروف علميا باسم «إم بى إس»، فضلا عن تسببه في ظهور العديد من الأعراض المرضية عليه، أدت إلى تساؤلاته الكثيرة والمستمرة طيلة الوقت أيضا.

وكشف الأب، خلال حديثه لـ«الوطن»، تفاصيل التساؤلات المستمرة لطفله، قائلا: «المرض اللي عند أحمد ابني غير إنه مسبّب له أعراض كتيرة زى ضعف النظر والسمع وعدم القدرة على الحركة بصورة طبيعية، غير تأخره الذهني عن عُمره، هو بيفكر لسه بعقلية طفل عنده سنتين، إلا إن مرضه جاي معاه برضو بالكلام الكتير، لدرجة إنه مش بيبطل كلام حتى لو مع نفسه، وبيحب يسأل على كل حاجة حواليه ويستفسر، وكلامه دايما كتير جدا، إلا إني عمري ما حسيت بالملل أو الضيق اللي ممكن يتعرض لهم أي حد في مكاني، وقلت أسيبه براحته ولازم أتحمله وأخفف عنه».

لحظات مختلفة من السعادة العارمة يعيشها الأب الثلاثينى جوار طفله، فمنذ ولادته، وبشكل خاص مع بدء رحلة معاناته مع المرض، لم يفارق «أحمد» حضن والده يوما واحدا؛ إذ يشعر وكأنه صديق صغير في مثل عمره، وذلك بسبب ما يقدمه «علي» من دعم مستمر لطفله الصغير، ويُشعره دوما وكأنه لا يعاني من شىء مزعج، بل ويساعده على مواجهة حياته البسيطة ومحاولة التمتع بطفولته قدر الإمكان، وأصبح الطفل الصغير يقضى جميع أوقاته إلى جانبه، إذ بات لا يملك القدرة على فراق حضن والده: «أحمد متعلق بيا أكتر من والدته، واستحالة ينام في حضن حد غيري، ودايماً أقرأ له قرآن لحد ما ينام».

علاقة صداقة قوية بدأت بين الأب وابنه، ومع مرور السنوات أصبحا وكأنهما شخص واحد، فلم يشعر «علي» يوما بالإحباط أو الملل أو اليأس من تدهور صحة طفله: «لما اكتشفت مرضه كنت فاكر إني هييجي عليا وقت وأزهق، خاصة بعد ما عرفت من الدكاترة إنه محتاج وقت وصبر طويل، بس الحقيقة أحمد فعلا هو اللي علمني يعنى إيه صبر، وبقيت دايما معاه وبشاركه في كل حاجة عايز يعملها أو بيحاول يستوعبها، ومن وقت للتاني بقينا صحاب مابنعرفش نفارق بعض، وبقيت أستمد قوتي منه مش العكس، لأن قوته هي اللي مخلياني قادر أكمّل معاه رحلة علاجه الطويلة».

رحلة صعبة وشاقة لم يتخيل علي عبدالحميد، أب ثلاثيني، يوماً أنه سيكون أحد أطرافها، إلا بعد أن أصبح طفله «إبراهيم» من محاربي مرض السرطان اللعين، الذي داهم جسده الصغير مع سنوات طفولته الأولى، ومنعه من ممارسة حياته بصورتها الطبيعية كما اعتاد من قبل وسط أقرانه فى المدرسة والشارع.

يعانى «إبراهيم»، في الصف الرابع الابتدائي، من الإصابة بورم خبيث في عموده الفقرى؛ إذ داهمه بغتة في مارس الماضي، فكان بمثابة صدمة لوالديه وأشقائه، وبشكل خاص والده، الذي لم يتخيل يوما أنه سيرى فلذة كبده يتألم أمام عينيه إثر التعرض للمرض الخبيث.

دعم ومساندة كبيران يؤديها الأب نحو طفله، كي يأخذ بيديه الصغيرتين إلى بر الأمان، ويستكمل رحلة العلاج بشكل إيجابي، دون التأثير على الحالة النفسية للصغير، يقول والده: «مكنتش أتخيل يوما إني أشوف ابني بيعاني من مرض زى ده، ومن وقتها ونفسيته بقت في الأرض لأنه بيشوف صحابه في سنّه بيتحركوا ويلعبوا، وهو مابيقدرش يقوم من السرير بسبب الألم، ومن هنا قررت إني محسسوش بتعبه أبدا، وبدأت في دعمه بالكلام الإيجابي دايما، وأقول له أنت قوى جدا وبطل من الأبطال الكبيرة في نظري، وهتعدي من كل حاجة، وكلامي بدأ يأثر عليه بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة».