رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«متخافيش أنا في ضهرك».. حكايـات الدعم والشجاعة بين الأب وبناته

كتب: آية المليجى -

06:10 ص | الإثنين 21 يونيو 2021

«آية» مع والدها وطفلها

«قوة.. سند.. دعم.. وشجاعة»، كأنها امتلكت الدنيا بما عليها، كلها صفات ومشاعر تغمر الفتاة وهى برفقة والدها، فهى القوية التي لم تخش شيئا، هكذا تربت في كنف الأب، تعلمت أن تدافع عن نفسها حتى فى أصعب المواقف، وتشربت من صفاته ليصبح القدوة الذى تحاول السير على نهجه.

تعلمت آية نبيل، السيدة العشرينية، الشجاعة من والدها، خاصة في المواقف التي تمس شخصها، فهو حارسها الأول، لتتذكر ذات مرة حين تعرضت للتحرش في وضح النهار، وقتما كانت برفقة والدها في إحدى الأسواق، وبعدما شعرت بلمسة مريبة من شخص ما، كان الخوف هو سيد الموقف حتى انتبه الأب لما حدث مع ابنته لتفاجأ باندفاعه الشديد تجاه الشاب المتحرش: «بابا خد باله ومسك الواد طيره من على الأرض حرفيا.. واداله علقة جامدة».

آية: ضرب متحرش علقة موت فى الشارع.. وهو حارسى الأول

ما زالت «آية» تتذكر الموقف جيدا، فبرفقة والدها لم يمسها الخوف مرة أخرى: «كان دايما معايا وسندى ويجرأني يقول لي متخافيش من حاجة ولا من حد، لازم تاخدي حقك»، تشربت السيدة العشرينية حديث والدها، حتى تكرر حادث التحرش مرة أخرى، لكنها لم تكن الضحية وقتها: «من ساعة موقف بابا معايا.. وأنا فعلا مابخافش.. وكنت مرة راكبة ميكروباص ولقيت ولد اتحرش بواحدة ست.. فجأة لقيت نفسى بمسك الولد وبضربه والست حتى شكرتني».

صفات جيدة لم تسع «آية» في تحديدها مع والدها، لكن أكثرها أيضا هى صلة الرحم: «من أكتر الحاجات اللي شفتها قدوة في والدي.. مايقاطعش إخواته أبدا وينسى أى حاجة»، أما عن دعمه الكبير لقصة زواجها، فكان الأب هو خير سند: «بابا كان دايما يساعدني أنا وجوزى عشان الشقة.. مخلاش أي صنايعى يدخل الشقة وهو اللي عمل كل حاجة رغم إنه مريض سكر بس كان ييجى الصبح من العبور يروح طريق الواحات في 6 أكتوبر يدهنلي شقتي ويرجع على شغله تاني».

هند: دايما يقولي متخافيش وأوعي تتنازلي عن حقك

مشاعر القوة والشجاعة عاشتها أيضاً هند حمدالله مع والدها السبعيني، الذي اعتاد الدفاع عنها وتشجيعها حين تتعرض لمضايقات أو تحرش، لتتذكر الفتاة الثلاثينية موقفا مع والدها حين كانت تسير فى أحد شوارع بورسعيد، حيث تقطن، وتعرضت وقتها للتحرش الجنسي لتحاول أخذ حقها ومواجهة المتحرش والمشاجرة معه وسط سكوت ممن حولها.

وحين أصرت الفتاة البورسعيدية على الذهاب بالمتحرش إلى قسم الشرطة لم تجد من يساعدها، ويفر المتحرش دون أن تأخذ حقها، لكن الدعم الذي وجدته من والدها كان كفيلاً بإسعادها: «بابا فاجأني بموقفه، لقيته بيقول لي برافو عليكى واتصرفتي صح، وكان فرحان جدا بموقفي».

وفى موقف آخر تذكرته «هند» مع والدها حين تعرضت أيضاً للمضايقات من شاب مجهول ظل يطاردها عبر تطبيق «واتساب»: «كان كل شوية عمال يضايقني ويطاردني.. ماكانش قدامي غير إني أرفع قضية». ومع الحديث مع والدها عن موقفها، كان خير داعم لها: «ساعدني وفضل داعمني وقال لي أوعى تتنازلى عن حقك».

آية: شجعني أسافر لوحدي واداني ثقة بنفسي زيادة

شكل جديد من الشجاعة تعلمته آية مصطفى من والدها، الذى غرس بداخلها روح التجربة لما تحبه: «من صغرنا وهو مركّز معانا ومهتم بينا جدا في تعليمنا ودراستنا»، بهذه الروح التي ازدادت مع والدها خاصة بعد وفاة الأم، الصدمة الكبرى التى تلقتها الأسرة، ليلعب الأب الدورين معا: «ساعتها ساب شغله فى أسوان ورجع عاش معايا أنا وأخويا عشان مانبقاش لوحدنا.. وكان بيعمل حاجة بنفسه».

لقيت «آية» من والدها دعما كبيرا، خاصة عند سفرها بمفردها: «شجعني أسافر لوحدي مرتين، ووقف جنبى عشان مصلحتي ومستقبلي»، وفى تجربة أخرى حين رغبت الفتاة العشرينية في شراء سيارة: «كان رافض في الأول إني أشترى عربية، ومع ذلك ساعدني وشجعني، وبقى يديني ثقة في نفسي أكتر».

مواقف الدعم التى تلقتها العشرينية من والدها لم تتوقف عند ذلك، فعند زواج «آية» ازداد الدعم من والدها: «سهّل علينا كتير أوى.. ولما خلفت وقف جنبي، وبيقعد مع ابني كتير علشان أقدر أركز في مستقبلي وشغلى وأكبر».