شوارع خاوية من المارة ومحال مغلقة على مدار اليوم، الجميع ملتزم منازله يتابع عناوين الأخبار وما تعرضه شاشات التلفزيون من أرقام مرعبة لمصابي فيروس كورونا، حظر تجوال فرضته كافة الولايات والمدن الهندية، المستشفيات تفتح أبوابها على مدار الساعة تستقبل آلاف المصابين بـ«كوفيد 19» يوميًا، وبات الخروج من المنازل محددا بساعات معينة مقتصرًا على الذهاب إلى المتاجر للتسوق وشراء احتياجات المنزل فقط.

تبدأ يومها في العاشرة صباحا وتلتزم بالحظر التام

كحال الملايين من سكان دولة الهند، الآن، تقضي المصرية «نهلة معاطي» يومها كاملا داخل البيت التزاما بقرارات حظر التجوال الذي طبقته الحكومة مع تفشي وباء كورونا في البلد الآسيوي، تستيقظ في العاشرة صباحًا تبدأ يومها باجتماع أونلاين لترتيب مهام عملها، وفي الجزء الثاني من اليوم تنشغل بترتيب البيت وإعداد الطعام، في انتظار موعد آذان المغرب، على عكس طبيعتها التي تفضل الخروج والتنقل بشكل دائم.

«مش طبيعتي أقعد كتير في البيت وبحب أنزل بس رمضان السنة دي مختلف تماما والوضع صعب بسبب أزمة كورونا»، تقول المصرية المقيمة في الهند منذ أكتوبر عام 2019، عن روتين الحياة بعد الظروف الحالية التي تشهدها الهند حاليا بعد تفشي فيروس كورونا بين مواطنيها.

الخروج من السادسة إلى العاشرة صباحا للسوبر ماركت فقط

في منطقة «كارناتاكا» التابعة لمدينة بانجلور الهندية، فرضت السلطات حذرًا كليًا باستثناء ساعات أربع خلال اليوم، حيث يسمح للمواطنين النزول إلى المحال التجارية أو«السوبر ماركت» فقط من السادسة صباحا وحتى العاشرة لشراء احتياجاتهم، وقد يزداد الأمر صعوبة بقطع التيار الكهربي خلال أوقات سقوط المطر، «إحنا حاليا في موسم المطر والمطر لما بينزل الكهرباء بتقطع»، تحاول توزيع مهام يومها حسب الوقت الموجود به التيار الكهربي استعدادًا لموعد آذان المغرب.

مائدة طعام المصرية «نهلة» وزوجها الهندي «جعفر محي الدين»، تتنوع أصنافها بين المصري والهندي، وبعد الانتهاء من تناول الإفطار تجلس أمام شاشة التلفزيون لمتابعة بعض الأعمال الدرامية المصرية، تحاول قضاء ساعات يومها خلال الحظر بتجربة وصفات جديدة من الطبخ، «حظر التجوال بيشمل غالبية الولايات من الثامنة مساءً باستثناء بانجلور حظر كلي لإن الإصابات فيها كتير جدا»، بحسب وصفها.

قبل حلول شهر رمضان في ظل الظرف الراهن، عرض عليها زوجها العودة إلى مصر إلى حين انفراجة الأزمة ومن أجل الاستمتاع بأجواء شهر رمضان وسط أسرتها، «مقدرتش أسيبه وأنزل في الظروف دي»، حتى أغلقت المطارات أبوابها في وجه الراغبين في مغادرة البلاد، ولا يُسمح لأحد بمغادرة البلاد.

علاقة نهلة بالهند بدأت بسفرية عام 2017 والتقت بشريك حياتها هناك

علاقة «نهلة» بالهند بدأت في عام 2017، حين قررت السفر إلى الخارج ووقع اختيارها على الهند، سافرت من أجل التجربة وعملت كمدرسة لغة إنجليزية في أحد المدارس هناك بمنطقة «كيلرا» وهناك التقت بالشخص الذي أحبته وقررت الزواج منه، «أول ما قولت لأهلي هتجوز هندي رفضوا طبعا وأهله كمان رفضوا في البداية»، حتى جمعهم القدر ببعضهم.

في أكتوبر عام 2019 تزوجت «نهلة» وعاشت بالهند مع زوجها ورفيق رحلتها الذي جمعها القدر به صدفة، الحياة هناك كانت تسير بشكل طبيعي، أحبت مدينة بانجلور الهندية التي تقيم بها، حتى جاءت جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على العالم أجمع وتفاقمت الأزمة منذ مارس الماضي، حيث ارتفعت أعداد الإصابات بشكل غير مسبوق، وإنهار النظام الصحي هناك وعجزت المستشفيات عن استيعاب هذا الكم الهائل من الإصابات، وأقرت الحكومة إغلاقا تاما في كافة أنحاء البلاد، «رمضان السنة دي مختلف عن اللي فات بسبب ظروف وباء كورونا»، بحسب وصفها، إلا أنها تلتزم وزوجها بكافة قرارات الحكومة والإجراءات الاحترازية لحين عودة الأمور إلى طبيعتها.