أيام معدودات تفصلنا عن العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وبالتزامن مع الموجة الثالثة لفيروس «كورونا» وزيادة أعداد حالات الإصابة، الأمر الذى تسبب في عزم غالبية الأسر الاعتكاف داخل المنازل، وسط تساؤلات عن الضوابط الشرعية لاعتكاف النساء، ومفسداته.

الضوابط الشرعية لاعتكاف النساء 

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أفاد في الفتوى رقم 13516 على الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية عن تعريق الاعتكاف، بأنه الانقطاعُ عن الناس والتفرغ لطاعة الله في المسجد طلبا للثواب وإدراكِ ليلة القَدْرِ، ولذلك ينبغي للمعتكفِ أنْ يشتغلَ بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة، وأن يتجنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا، ولا يخرج من اعتكافه في غرفته إلا لقضاء الحاجة أو وجود حاجة ضرورية لذلك، مستشهدا براوية الشيخان في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ».

وأشار مفتي الجمهورية، إلى أنه يوجد مفسدات للاعتكاف، على رأسها «الجماع»، مؤكدا اتفاق الفقهاء على أن جماع المرأة بزوجها عمدا يُفسد الاعتكاف، مستشهدا بقول الإمام ابن رشد في «بداية المجتهد»، حيث قال «أجمعوا على أن المعتكف إذا جامع عامدًا بطل اعتكافه»، فيما قال الإمام ابن قدامة الوطء: «الاعتكاف محرم بالإجماع.. فإن وطئ في الفرج متعمدا أفسد اعتكافه بإجماع أهل العلم».

اختلاف الفقهاء في حكم التقبيل بين الرجل والمرأة

وأن العلماء اختلفوا حول حكم التقبيل واللمس، حيث ذهب البعض إلى أنه لا يفسد الاعتكاف طالما إنه لم ينزل، فيما رأي البعض أنه غير جائز طوال الاعتكاف ويفسده، حيث قال الإمام السرخسي الحنفي: «إذا جامع المعتكف امرأته في الفرج فسد اعتكافه، سواء جامعها ليلًا أو نهارًا، ناسيًا كان أو عامدًا، أنزل أو لم ينزل»، مع الاستشهاد بالآية رقم 187 من سورة البقرة: «وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ».

واختتم مفتى الجمهورية حديثه، بأن اتفق الفقهاء على أن جماع المرأة عمدا يُفسد الاعتكاف، إلا أن التقبيل واللمس لشهوة حرامٌ في حال الاعتكاف، ولكنهم اختلفوا في المباشرة بالتقبيل واللمس.