«عواطف.. أنا طلقتها بالتلاتة.. يلا هنسبلهم الدنيا بحالها.. أنا عارف إنك لسة زعلانة مني.. حقك عليا يا عواطف»، كانت تلك إحدى الجمل الشهيرة لفهمي فراويلة، في مسلسل «المال والبنون»، الذي قدمه الفنان إبراهيم يسري، أمام الفنان يوسف شعبان، ليظل عالقًا في الأذهان حتى يومنا هذا رغم وفاة النجمين.

ويعد الفنان إبراهيم يسري، مفارقات عديدة، إذ ولد وتوفي في نفس اليوم وهو 20 إبريل، الذي أمتع ملايين الجماهير بأعماله التي لا نزال نتذكلاها ونرددها، فهو صاحب الملامح الهادئة والصوت الرصين، رغم وسامته إلا إنه كان يعتمد على الأداء التمثيلي أكثر من الملامح الشكلية.

ابنة إبراهيم يسري تروي طقوس الفنان في رمضان: قراءة قرآن وابتهالات النقشبندي

وروت هنا، الابنة الصغرى للفنان الراحل إبراهيم يسري، الذي يتزامن اليوم الثلاثاء 20 أبريل، مع ذكرى ميلاده ووفاته، كواليس من الحياة الأسرية للفنان وطقوسه في شهر رمضان الكريم، خلال حديثها لـ«الوطن»، قائلةً: «كان لوالدي طقوس مختلفة خلال الشهر الكريم، إذ كان يحرص على أداء الشعائر الدينية فكان يحرص على تلاوة القرآن الكريم وسماع الابتهالات بصوت النقشبندي، قبل الإفطار، وعقب أذان الفجر كنت أجلس بجواره وهو يقرأ آيات القرآن بصوته ويقوم بشرحها لي».

كان الفنان الراحل يخصص معظم أوقاته لأسرته خاصة خلال شهر رمضان الكريم، وتابعت هنا: «والدي كان لا يخرج من المنزل إلا للضرورة أو من أجل التصوير، أو العزومات».

هنا عن والدها: كان بيشتريلي فانوس كل سنة

انتظار قدوم الشهر الكريم كان له طابع خاص لدى الفنان إبراهيم يسري، إذ كان يحرص على خلق جو أسري مليئ بالذكريات والأحداث :«كان بيشتريلي فانوس رمضان كل سنة، وبنتظر رمضان أفرح بقدومه وأبكي مع نهايتهن وبعد وفاته تولي أخي محمد شراء الفانوس كعادة والدي».

الفنان الراحل كان يهوى دخول المطبخ ومساعدته زوجته وابنته، وتابعت هنا: «كان بيحب دخول المطبخ والحلويات زي القطايف والكنافة».

قصة حب كبيرة جمعت بين الفنان وزوجته، روت«هنا» كواليسها: «هناك صلة قرابة تجمع بين والدي ووالدتي، إذ تنحدر أصولهما لمدينة المنصورة، وكان يحرص على زيارتها بين الحين والآخر، مستغلًا أوقات فراغه بين التصوير، للاطمئنان عليها، وكان حينها عُرض له مسلسل الشهد والدموع، وبعض الأعمال الأخرى».

وعن كواليس حفل الزفاف، قالت«هنا»: «كان حفلًا بسيطًا يضم أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين، نظرًا لتواجد جدتي خارج البلاد، وحضره عدد من نجوم الفن، وأقام الفنان فاروق الفيشاوي عشاء كبيرا حينما انتقلوا للقاهرة للاحتفال بهما، وحتى الآن لم تستطع والدتي تجاوز وفاته».

اللحظات الأخيرة لـ إبراهيم يسري

وعن اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان إبراهيم يسري، تروي هنا: «كان يومها خلاص هيخرج من المستشفى، ويرجع البيت، والدتي اتصلت بيا قالتلي أروح البيت، رجعت من المدرسة نمت على أمل أصحى ألاقيه».

واستيقظت «هنا» على اتصالات هاتفية لتقديم العزاء في وفاة والدها، ولم تكن تعلم بعد، حيث انتشر الخبر بسرعة البرق عقب لحظات من وفاته: «مصر كلها عرفت خبر وفاته، والناس بتكلمني تعزيني وأنا لسه بستقبل الخبر، والدتي جتلي علشان تقولي بنفسها، دخلت حاولت تمهدلي الخبر وقالتلي بصي مسألة وقت، وبدأت في الانهيار وماكنتش قادرة آخد نفسي، ومش متقبلة فكرة عدم وجوده».

اقرأ أيضًا: كواليس أغنية "منتاش بعيد".. ابنة إبراهيم يسري تروي لـ"الوطن" ذكرياتها معه

هنا تحيي ذكرى والدها بـ«منتاش بعيد»

وكانت أحيت «هنا» العام الماضي، ذكرى والدها من خلال غناء أغنية خاصة بصوتها تحمل اسم«منتاش بعيد»، تخاطبه من خلالها من داخل منزلها وهي تتفقد أرجاءه وكأنها تستعيد ذكرياتها معه، إذ جاءت الكلمات: «منتاش بعيد على طول قريب، روحك محوطاني وطيب يا أقرب حد في الدنيا، مهون كل أوجاعي، أنا بشتاق بكل دقيقية في دقيقة وثانية لطبطبتك على دراعي».

وعن سبب اختيار المنزل لتصوير مقطع الفيديو، قالت «هنا» إن الأغنية كلامها صعب ووجعني، وفضّلت إني أصورها في البيت، المكان اللي كنت عايشة معاه فيه، وبعيد ذكرياتي من تاني، هي حالة وإحساس ودراما.