بجلابية بيضاء وسبحة وطاقية تكاد تغطي منتصف الشعر فقط، ينسدل منها شعره على جبينه، ممسكا بالسبحة بين يديه، التقط له والده عددا من الصور التذكارية لاستقبال شهر رمضان الكريم 2021 في إحدى شوارع منطقة المعصرة بحلوان، ليقوم بنشر تلك الصور عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مرفقا بها عبارة «المسيحيين في مصر بيستنوا رمضان زيهم زي اخواتنا المسلمين.. كل سنة واحنا دائما متجمعين وبلمة رمضان فرحانين».

يوسف عبد الله، صاحب الـ38 عاما، والكائن بمنطقة المعصرة بحلوان بالقاهرة مسيحي الديانة، اعتاد على الاحتفال باستقبال شهر رمضان الكريم كل عام، إذ أنه منذ أن كان صغيرا وهو يذهب للاحتفال به مع أصدقائه، ويشاركهم في تناول السحور والإفطار، كما أنه اعتاد على تزيين الشوارع بزينة رمضان مع جيرانه، تلك الأجواء التي يعشقها حسب حديثه لـ«هن» والتي ينتظرها كل عام.

لم تنقطع تلك الطقوس السنوية التي اعتاد عليها بعد زواجه، ولكنها ازدادت وتطورت بعد ذلك، إذ أنه وجد أن زوجته التي تعمل مدرسة لغة إنجليزية في إحدى مدارس اللغات، والتي تبلغ من السن 28 عاما، تشاركه حبه لتلك الأجواء أيضا، وتحرص كل عام على تزيين فصول المدرسة التي تعمل بها بزينة رمضان، بالإضافة إلى أنها تسعى دائما إلى نشر البهجة بين زملائها، كما أنها تتولى المسئولية بين زملائها في تنظيم الاحتفالات والمناسبات، واستقبال شهر رمضان على وجه خاص.

«ابني طالع بيحب أجواء رمضان وحبيت إنه يشارك فيها بجلبية وطاقية.. بجيبله فانوس كل سنة»، كلمات عبر بها يوسف عبد الله عن مدى سعادة طفله بتلك الأجواء الروحانية، مشيرا إلى أنه بعد أن اشترى لطفله الجلباب والطاقية، طلبت الحضانة التي يدرس بها طفله تشارلز الذي يبلغ من العمر 5 سنوات الحضور يوم 12 أبريل للحضانة بالجلابية والطاقية لحضور «جلابية بارتي» احتفالا باستقبال شهر رمضان، ما جعله يشعر بسعادة عارمة.

واختتم يوسف عبد الله حديثه لـ«هن» أن والده كان يحب اقتناء السبح، وعندما كان يبحث في أغراض والده وجد سبحته الخاصة، ما جعله يستعين بها لاستكمال المظهر الخاص بطفله لحضور الجلابية بارتي في الحضانة، ثم قام بتصويره ونشر الصور على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك حتى يخبر الجميع عن مدى حبه لتلك الأجواء الروحانية، في مشهد يبرز المعنى الحقيقي للوحدة الوطنية.