كتب: محمد أباظة -
11:40 ص | الخميس 25 مارس 2021
من الريف المصري البسيط خرجت إلى النور منطلقة نحو العنان، بل وخارج نطاق كوكبها، واصلة إلى الفضاء الخارجي بإطلاق وكالة ناسا اسمها على عدة كويكبات صغيرة تحمل اسم عائلتها، وكل هذا وأكثر في بداية العقد الثاني من عمرها.
بدأت ياسمين يحيى مصطفى، ذات الـ23 سنة، رحلتها في مجال البحث العلمي منذ مرحلة الثانوية العامة، خلال دراستها بمدرسة المتفوقات في العلوم والتكنولوجيا في المعادي، حسبما ذكرت في حديثها لـ«الوطن»، منطلقة منها إلى دراسة هندسة البترول في جامعة الشرق الأوسط التكنولوجية «middle east technical university».
حلم بنت قرية المنازلة التابعة لمركز كفر سعد بدمياط، لم يتوقف عند هذا الحد، بل استمر لتحصد المركز الأول عالميًا في معرض «إنتل» الدولي للعلوم والهندسة بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 2015، عن فئة «علوم الأرض والبيئة».
فوز «ياسمين» بالجائزة زود الإصرار لديها للوصول إلى هدفها، وهو أن تكون قدوة لمثلها من الفتيات الحالمات بمستقبل أفضل: «في بنات فاكرة إن ظروفهم ماتسمحش يحققوا أحلامهم»، وهو ما تغلبت عليه ذات الـ23 عامًا، حيث كان عليها التنقل كثيرًا من دمياط إلى القاهرة والإسكندرية في بداية طريقها؛ لتجري أبحاثها معامل هناك.
سنها الصغير كان أكثر المشكلات التي واجهت فتاة دمياط في بداية طريقها، حيث كانت تجد تعجبًا وإندهاشًا واستنكارًا أحيانًا في الإجابة على أسئلتها من المتخصصين، ما كان يحتاج منها مجهودًا أكبر حتى تقنعهم بمساعدتها، فضلا عن نظرات السخرية والتهكم من بعض المحبطين بسبب أنها فتاة، إلا أنها تخطت كل هذا بنظرات الفخر التي كانت تجدها ممن حولها بعد كل نجاح تحققه.
«MOUSTAFA 31910» اسم أطلقته وكالة ناسا للفضاء على حزام من الكويكبات يحملوا اسم عائلة «ياسمين»: «كان شرف كبير ليا أكون أول بنت تحصل على تكريم زي ده»، وهو ما جعلها تفكر أكثر عن نجاحات جديدة تخلد بها اسمها عالميًا في سن صغيرة: «حسيت إني أقدر».
تواصلت شركة «هاينمان» مع «ياسمين» لنشر كتاب يتضمن تفاصيل من مشوارها العلمي وقصتها، منذ 3 سنوات، وبالفعل تم طباعة الكتاب مؤخرًا في سياق قصصي، وهو ما تطلب حلقة من النقاشات بين الشركة و«ياسمين»، ومجهود كبير من «المسودات» ليخرج الكتاب بشكل جيد، ويكون ملهمًا للشباب: «كانوا حريصين يطلعوه بأفضل نتيجة»، وبعد الطباعة أرسلت الشركة للباحثة المصرية عدة نسخ منه.
لم تكن الفتاة العشرينية لتصل إلى كل هذا النجاح دون دعم من أهلها، حسبما ذكرت، حيث كانوا دائمًا مشجعين لها، ويتركوا لها المساحة التي تسمح لها بالإبداع، وهو ما جعل «ياسمين» تستمر في العمل بكل طاقة لديها؛ حتى تكون أهل للثقة التي أعطوها إياها؛ وتحقق لهم آمالهم فيها.
