قبل 9 أعوام، ودعت «هند» عائلتها في مصر، في اتجاهها للسفر برفقة زوجها وأطفالها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بلد غريب مختلف بعاداته وتقاليده، لكن انتماء السيدة الثلاثينية لوطنها الأم لم ينسيها ما تربت عليه، متمسكة بما زرع بداخلها من أصول مصرية، وضعتها داخل بناتها، وأنشئت مجموعاتها الخاصة على «فيس بوك»، هادفة السيدات المصريات ومساعدتهن في حل مشاكلهن.

منذ أن أتت هند محمد صديق، برفقة زوجها الذي يعكف على تحضير رسالة الدكتوراة الخاصة به، وهي تحاول التأقلم مع بلد جديد، ليكن تواجد الأسر المصرية والعربية في المنطقة المحيطة بيها، أكثر ما يهون على السيدة الثلاثينية آلام الغربة، التي علمتها خلق الترابط الأسري محافظ على هويته المصرية.

«بيتنا مصري متحسش إنك في أمريكا» هكذا وصفت «هند» منزلها، الذي يعلو منه صوت ابتهالات النقشبندي في شهر رمضان، وتتزين السفرة بالأكلات المصرية التي لم تخل من الملوخية والمحاشي، وتفحو رائحة الكحك حين يحل العيد ببركاته «بنجيب لبس العيد وبناخد العيدية».

على مدار سنوات الغربة، احتفظت السيدة الثلاثينية بحجابها لم تتخل عنه رغم المضايقات البسيطة التي تعرضت لها «أغلب الشعب الأمريكي متحضر لكن كانت في مضايقات بسيطة وتجاوزنها».

تمسك «هند» بعاداتها المصرية، نقلته إلى بناتها الأربعة، أصغرهن في الرابعة من عمرها، تحدثهن باللهجة المصرية، تنقل لهن الأحاديث عن الحضارة المصرية، يتفاخرن بين زملائهن بالأصول المصرية «لازم ننزل مصر في الإجازات حتى لو اضغطنا ماديا».

ورغم ما تفعله «هند» من أنشطة يومية مع بناتها، لكن مازال أوقات الفراغ تحيطها، تستغلها في التواصل مع سيدات مصريات، وتنشأ مجموعة خاصة عبر «فيس بوك»، أسمتها «شوجرز»، شجعت من خلاله السيدات على ممارسة هوايتهن المختلفة وخلق مساحات واسعة للحديث للتفريغ عن أنفسهن «هدفي الست تهتم بنفسها». انتشار واسع لم تتوقعه «هند» لمجموعاتها الخاصة، لتتوسع في أنشطته «الأمهات لقت نفسها والجروب بقى بيعبر عن مشاكلهم وهمومهم.. وبندعم بعض نفسيا ونحل مشاكلنا بنفسنا»، فتعددت أهدافه وأقيمت المسابقات بين النساء والاستعانة بالاستشاريين النفسيين والعلاقات الأسرية «أهدافي مع الجروب كبرت.. وعاوزة أساعد كل الستات».

قضاء «هند» وقت طويل مع سيدات «الجروب» زاد من ترابطها بالسيدات المصريات «عاوزة أقول للست المصرية أنها أحسن ست في العالم بحكم اللي بشوفه دايما.. ست جدعة وشاطرة وناجحة.. حبي نفسك وأديلها وقت وخليها أول اهتماماتك عشان تدخلي السعادة بيتك».