رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«هانم» تعود لحضن ابنها بعد «14 سنة في الشوارع»: لقاها بالصدفة (صور)

كتب: آية المليجى -

02:08 م | السبت 06 مارس 2021

هانم بعدما التقت بابنها الشاب

14 عامًا من الفراق لم تهدأ نار «هانم» التي حرمت من رؤية أطفالها الثلاث، بأمر من زوجها، جن جنونها وأصبحت شوارع الإسكندرية، مسكنًا لها، تحولت لـ«مجاذيب الشوارع» تنطق بكلمات غير مفهومة وعرفت الأمراض لجسدها النحيف، لكن «الصدفة» كانت سببًا في إنقاذها، بعدما انتقلت إلى مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، وهناك كانت المفاجأة الثانية التي أحيتها من جديد حين أدرك ابنها مكان المؤسسة والتقى بها لأول مرة بعد سنوات طوال.  

الحكاية بدأت منذ سنوات طوال، حين عرفت الخلافات لمنزل «هانم»، انتهت الحياة بها لأفق مظلم، أقامت دعوى خلع من زوجها الذي اتخذ مسلكًا قانونيًا ورفع دعوى «النشوز»، طردها من منزله، فلجأت إلى أسرتها، كان التخاذل هو موقفهم الوحيد، حاولت العودة من جديد لمنزل زوجها، لكنه طردها وحرمها من رؤية أطفالها الثلاثة، ظلت تتوسل إليه لكن دون فائدة.

ظلت تجوب «هانم»، شوارع الإسكندرية، حيث مدينتها، أتيحت لها فرصة عمل بدار للمسنين مع الإقامة بالدار، بات الحزن وآلام الفراق ملازمين لها، فصورة أطفالها محفورة في خيالها، تحلم بلقائهم وتردد أسماءهم، مرت السنوات، وضعفت قواها الجسدية والنفسية، حتى خرجت للشارع من جديد.

في أحد شوارع الإسكندرية، كانت مأواها، عرفت الأمراض لجسدها وتسارعت علامات الخرف في الظهور عليها، وأصبحت في حال يرثى له، لكن فرصة حياة كريمة منحت لها، منذ 3 أعوام، حين تلقت مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، رسالة استغاثة، من هنا بدأت رحلة العثور عليها من فريق المتطوعين بالإسكندرية.

«لقينها في وضع سيء جدًا.. بتخرف وغير متزنة نفسيًا وعندها أمراض كتير» بهذا الوضع تسلم، محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، حالة السيدة التي لم تقو على تذكر اسمها، رحلة من العلاج النفسي والجسدي خضعت لها، بحسب حديثه لـ«هن».

«نفسي أشوف ولادي» الكلمة الوحيدة التي باتت تنطقها السيدة الخمسينية، بشكل صحيح، وشيئًا فشيء اتضحت حكايتها المؤلمة: «حالتها بدأت تتحسن.. بدأنا نفهم قصتها وإنها بتدور على ولادها وأن جوزها طردها وحرمها منهم». 

تحسنت حالة «هانم» وبدأت تشارك زملائها في المؤسسة في الأنشطة، وهي بداية الفرصة الثانية التي أبدلت حياتها: «إحنا بنزل صور الأنشطة دايمًا على صفحتنا على فيس بوك.. لغاية ما ابنها وهو عنده 23 سنة كان بيدور عليها وشاف صورتها بالصدفة»، استغاثة فورية أطلقها الشاب إلى الإعلامي عمرو الليثي، لمساعدته في لقاء والدته.

مكالمة تلقها المهندس محمود وحيد، لتنسيق اللقاء بين الشاب ووالدته، الذي رأها للمرة الأولى بعد 13 سنة من الفراق، لكن ملامحه وصورته لم تمحو من ذكراتها، رغم تجاوزه عامه الـ23: «أول ما شافته عرفته وحضنته».

بات الصغير «محمد» شابًا يافعًا، اختار الحياة مع والدته بالمؤسسة، ليجتمعا شملهما من جديد: «هو بقى شغال في الدار.. وقاعد معها مش هيرجع عشان خايف من أبوه.. ولسة هنشوف باقي إخواته».