رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«لا منك ولا كفاية شرك».. أم البنات توفي زوجها فطردها أشقاؤه وحرموها من أملاكه

كتب: أسماء أبو السعود -

09:09 ص | السبت 27 فبراير 2021

هبة قطب، شابة تزوّجت واعتقدت أنّ الحياة ابتسمت لها، لاسيما بعدما رزقت بطفلتها الأولى «ياسمين»، واكتملت فرحتها بعد عدة سنوات، عندما رُزقت بطفلتها الثانية «منار»، ثم طفلتها «مريم».

وكما يُقال «رزق البنات كثير» كانت الفتيات الثلاث «وش السعد» على والدهم الذي اشترى محلًا وافتتحه لبيع العصائر الفريش بالشراكة مع شقيقه الأكبر، ثم اشترى محلًا آخر وافتتحه لبيع الكشري، كما اشترى «تاكسي» كان يعمل عليه.

ورغم كونهم يعيشون في قرية ريفية ـ إلا أنّه كان لا يحرم أسرته من شيء ويصرف عليهم ببذخ، ويشتري لهم أغلى الملابس، ولكن لم تدم الحياة السعيدة طويلًا، فقد أُصيب بالكبد، وبدأت حالته تتدهور سريعًا، ولم تتخل عنه زوجته، إذ كانت أسفل قدميه ليلًا نهارًا تخدمه في المنزل والمستشفى، حتى شعر باقتراب أجله.

عندها، جلس معها وأخبرها أنّه يخشى على بناته من الحياة، نظرًا لكونه ليس لهم شقيق يهتم بهم، وأنّه قرر كتابة كل ما يملك لهم، دون أن يجعلها شريكة لهم، ودون أن يُعطيها ميراثها الشرعي، فوافقت فورًا غير آبهة بنصيبها، فكل ما تريده هو الحفاظ على بناتها، لكن بعد وفاته بدأت المشاكل تنشب بينها وبين أشقاء زوجها بسبب الميراث.

تقول هبة رجب قطب لـ«هن»، إنّها أم لثلاثة فتيات ياسمين طالبة بالصف الأول الإعدادي، ومنار طالبة بالصف الرابع الابتدائي، ومريم طالبة بالصف الثاني الابتدائي، وأنّ زوجها توفيّ منذ أربعة أعوام، تاركًا محل «كشري» ومحل «عصير» و«تاكسي»، بالإضافة إلى أرض زراعية ومنزل، موضحةً أنّ كل تلك الممتلكات كتبها زوجها بأسماء بناته الثلاث، ولم تحصل على حقها الشرعي رغم أنّها باعت ذهبها من أجل بناء المنزل وشراء تلك الممتلكات، ولكنها كانت تفكر في بناتها فقط.

تروي أنّه بعد وفاة زوجها، بدأت تحدث مشاكل بين أشقاء زوجها وبينها، بسبب خلافات على الميراث، فتسببوا في إغلاق محل الكشري، بينما محل العصير استولى عليه شقيق زوجها الأكبر، نظرًا لكونه شريك زوجها فيه، ولم يعطهم أي من أرباحه منذ 4 أعوام، أمّا الأرض الزراعية فمؤجره أيضًا لأحد أشقاء زوجها ولكنه رفض إعطائها قيمة الإيجار المستحقة كاملة، وبدأ ينقص منها، بينما التاكسي انتهت رخصته ولم يقوموا بتجديدها ولم يتركوها تعطيه لسائق ليعمل عليه وأجبروها على بيعه لشقيق زوجها.

لم تهتم بما حدث من مشاكل، ونظرا لكونها تعمل مُعلمة بالمدرسة الإعدادية بالقرية، قررت أن تنفق على أبنائها دون الحاجة لممتلكات زوجها، وأصبحت تُعطي دروسًا خصوصية من الثانية ظهرًا وحتى العاشرة مساءً، لتلبي طلبات بناتها، ولكنها فوجئت بأسرة زوجها يطردونها من المنزل هي وبناتها منذ 6 أشهر، نظرًا لتقدم أحد الأشخاص للزواج منها وموافقتها عليه بعدما أجبرها والدها بسبب كثرة المشاكل، فطردوها من المنزل بحجة أنّها وافقت على الزواج من آخر رغم كونها لم تتمم الزواج وأنهته مقررة العيش رفقة بناتها فقط.

تحكي أنّه بعد طردها هي وبناتها؛ مكثت في غرفة واحدة بمنزل والدها، وكانوا ينقسمون نصفين وينامون على الأرض بسبب عدم اتساع السرير لهن، حتى أصيبت بناتها بأدوار برد متكررة، خصوصًا أنّ ملابسهن في المنزل لم تتمكن من الحصول عليها، وعندما طلبن الحصول عليها رفضت أسرة زوجها، ولم يتحمل شقيقها رؤيتها في تلك الحالة فاستأجر شقة خارج منزل والده وترك لها شقته بعدما ترك له سرير وكرسي وكنبة فيما تضع ملابسها هي وبناتها في «ملاءات سرير».

وطالبت «هبة» اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية بالتدخل، وإعادتها إلى منزلها برفقة بناتها، ومنع أشقاء زوجها من الاعتداء عليهن، وتوقيعهم على محضر بعدم التعرض لهن.

والتقطت «مريم» ذات الـ7 أعوام طرف الحديث قائلة، أنّها تحلم بالعودة إلى منزل والدها الذي وُلدت ونشأت فيه، فهي عندما تمر من أمامه تلمس حوائطه وتقبلها لاشتياقها إليه، وإلى غرفتها دون أن يضربهن أحد، فنجل عمها يضرب شقيقتها كلما يراها في الشارع، بالإضافة إلى رفض أعمامها إعطائهن ملابسهن الشتوية، وكانت تشعر بالبرد وتنتظر ابنة خالها حتى تُعطيها ملابسها التي أصبحت صغيرة عليها كي تلبسها لتدفئها قائلة «ذنبنا إيه ننام على الأرض ومش راضيين يدولنا لبسنا وناخد هدوم بنت خالنا وإحنا والله مش عملنا ليهم حاجة».