رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

تحدي الطفل «علي» مع مرضه النادر: دون أصابع وبيمسك القلم لوحده «صور»

كتب: آية المليجى -

11:39 م | الثلاثاء 09 فبراير 2021

الطفل علي دون أصابع

قبل 3 أعوام كانت «أماني» على موعد من فرحتها المنتظرة، حين وضعت طفلها الأول، استمعت صرخاته، واعتلى معها صوت دقات قلبها سعادة بقدومه للحياة، لكن ثوان معدودة كانت كفيلة بتبدل الفرحة لصدمة وقلق، حين تحدثت الممرضة «إيه ده يا دكتور.. بيبي من غير صوابع».

أدركت الأم الثلاثينية ما أصاب مولودها، منذ اللحظة الأولى لميلاده، وما بين آلام الولادة القيصرية والقلق والخوف، عاشت «أماني» مشاعر مختلطة حاول الطبيب تهدئه الوضع، وإخبار أسرتها بما حدث داخل غرفة الولادة، بأن الرضيع دون أصابع في يديه.

فاقت الأم الثلاثينية من تأثير البنج، وهدأت من روعها فسلمت أمورها لله مؤمنة بـ«رب الخير لا يأتي إلا بالخير»، حاولت استيعاب ما حدث لرضيعها، الذي أصبح من حاملي متلازمة ألبرت: «إيده الاتنين متشبكين في بعض ومفيش صوابع.. وكمان رجله في صوابع مش موجودة».

أجرت «أماني» التحاليل اللازمة للاطمئنان على باقي وظائف جسد رضيعها، وجاءت النتيجة مطمئنة فلا مكروه أصابه: «حمدت ربنا.. هو طبيعي جدًا مفيهوش أي حاجة غير مشكلة الصوابع والإنسان مش إيد ورجل بس».

جولة أخرى قطعتها الأم لدى أحد الأطباء، لإجراء عملية فصل الصوابع لرضيعها، حين بلغ 9 أشهر من عمره: «إيده اليمين كان فيها 3 صوابع لازقين في بعض.. فصلنهم وهما مش مكتملين.. عقلة واحدة بس في كل صباع.. الإبهام مكتمل والصباع الأخير مش موجود»، الأمر أيضًا لم يختلف عن صوابع قدمه: «رجله برضو فيها صوابع مش موجودة».

أنهت الأم العمليات لرضيعها، وارتضت بقضاء الله: «دي خلقة ربنا.. لا اعتراض عليها»، ورغم أحاديث الأطباء عن إمكانية عملية زرع الصوابع لكن الخوف مازال يلازمها: «مش هجازف بابني.. العملية هياخدوا أنسجة الركبة عشان يكملوا الأصابع».

احتضنت الأم صغيرها وبدأت تعوده على استخدام يديه بشكلها الحالي، وهو ما استجاب إليه دون أن تجد مشكلة في ذلك: «علي دلوقتي عنده 3 سنين.. بيعرف ياكل لوحده أحسن من أي طفل عادي.. وبيمسك القلم كويس جدًا وكمان بيفتح أي حاجة».

لم تشعر الأم بأن طفلها ينقصه شيئا، فحياته تسير مثل باقي الأطفال، لكن ما يعكر صفوها هو نظرات البعض من حولها والمضايقات التي تتعرض لها: «بقابل أمهات بتشاور على ابني وتقول لابنها دا معندوش صوابع.. واللي تقولي هو إيده مقطوعة ليه كدا.. مش فاهمين أن دي خلقة ربنا وإحنا راضين».

بات الحزن والضيق ملازمًا للأم الثلاثينية بسبب المضايقات والأحاديث التي تحمل التنمر، وتخشى على طفلها من مواجهة المصير ذاته عند التحاقه بالمدرسة، لكنها تزرع بداخله القوة على مواجهة المضايقات: «ارحموا الناس.. في أمهات بتداري أولادها من نظرات الناس.. وأنا نفسي أشوف ابني حاجة كبيرة ومختلفة عشان يقدر يثبت وجوده للناس أن دا مجرد شكل».