عَشِقت الغوص في التفاصيل القديمة، فهي تطرب بالغناء على الأطلال، فقد اختارت سمر بيومي، صاحبة الـ30 عامًا، أن تقدم رسالة مختلفة لتجسيد معاناة أصحاب المنازل القديمة المتهالكة والآيلة للسقوط عن طريق صور تعبر عن قيمة هذه المنازل بعنوان مشروع «إعادة إحياء الذكريات».

كانت بداية سمر الفنية بعد تخرجها من كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، لتبدأ رحلة توثيقها للحظات هدم المباني القديمة، وبالأخص منطقة قرية الصيادين، عام 2017، بعد أزمة هدم البيوت القديمة المتهالكة.

كان هذا المشروع، هو بداية فرصة السفر إلى فرنسا، لتكمل دراستها طوال عامين بمدرسة الفنون العليا في مدينة «إكس أن بروفانس»، فوجدت في صورها، التي عبرت بها عن معاناة أصحاب هذه البيوت، ما يكشف عن تاريخ المنطقة ببيوتها القديمة، فهي بالنسبة لها أداة لتوثيق حقبة تاريخية من خلال سلسلة الصور التي تلتقطها، حسب حديثها لـ«هُن».

وحصلت «سمر» على درجة الماجستير، التي أهلتها لتكون أكثر خبرة في توثيق المباني القديمة، «سنة كاملة بوثق بيوت الصيادين بسبب اعتراضهم على هدمها.. حكيت قصة الناس دي عن طريق بيوتهم.. ركزت بشكل كبير على البقايا الموجودة داخل المباني مثل الكراسي القديمة والديكورات ورصد معاناتهم وعدم الاستقرار».

سمر: دورت على أصحاب البيوت دي علشان أكمل فكرة مشروعي

ولم يقتصر مشروع «سمر»، على توثيق المباني عن طريق الصور فقط، بل سعت للوصول إلى أصحاب المنازل بعد قرار هدمها: «دورت على أصحاب البيوت دي علشان يكون تكملة مشروعي، وبعد ما وثقت البيوت دي كنت عايزهم يحتفظوا بصور من بيوتهم القديمة».